”كنا نقاتل أشباحا يخرجون من فوهات الأنفاق”!

+ -

 في أول اعتراف من نوعه لصحيفة عبرية، كشف أحد أفراد لواء ”غولاني” الأكثر شهرة في الجيش الصهيوني عن تفاصيل المعركة التي جرت مع عناصر من كتائب القسام في حي الشجاعية شرق مدينة غزة الأحد 20 جويلية 2014، وقتل فيه 13 من أفراد اللواء وأصيب فيه 50 آخرون بينهم ضباط كبار، على رأسهم قائد اللواء العقيد غسان عليان (درزي من أصول عربية) بترت ساقه المضرجة بالدماء أمام أعين جنوده، في معركة وصفتها جريدة ”والا” العبرية بأنها الأكثر شراسة في تاريخ الجيش الإسرائيلي منذ 1948.ويقول الجندي الناجي من أفراد الكتيبة ”الأجواء في اللواء بعد تلك العمليات كانت صعبة للغاية، فقد رأينا قائد اللواء مضرجا بدمائه وقد بترت ساقه أمام أعيننا، وضابط العمليات قتل، ونائب قائد اللواء قتل، وقائد وحدة الاستخبارات العسكرية في اللواء أصيب بجراح خطيرة”. وأضاف ”ناقلة الجند أصيبت في البداية نتيجة انفجار عبوة ناسفة ضخمة، اعتقدنا في البداية أنها قذيفة كورنيت، فالمنطقة التي وقع فيها الهجوم ضيقة جدا، ثم بدأوا بإطلاق نار كثيف دون توقف، وكان الهدف اختطاف جثث أو أجزاء من جثث، لكن الضباط قالوا لنا، هذا الاحتمال غير وارد”. وتابع ”كنا نراهم يخرجون من تحت الأرض، ولا يمكن أن تفهم أو تعرف من أين جاءوا، كانوا يتحركون كما الأشباح، يخرجون من فوهات الأنفاق دون إعارة أي اهتمام لدباباتنا، كانوا يقصدون التوجه لناقلات الجند ولا ندري لماذا”.ويقول الجندي الناجي ”على مدار ساعتين من الاشتباكات، أطلقنا النار دون توقف بهدف إبعادهم، ثم تتفاجأ بأحدهم يطل من تحت الأرض ويطلق النار فترد عليه بإطلاق النار. على مدى ساعتين حاولنا إبعادهم كي لا يصلوا لناقلة الجند. عرفنا أن هذا من واجبنا”.ويستطرد الجندي في حديثه بالقول ”كل شيء كان أمام أعيننا مليئا بالدماء والأشلاء، لم نعد نميز بين زملائنا، حالة الدمار والإرباك طغت علينا، لم نشاهد هذه المشاهد من قبل، كان الجنود يصرخون وهم يتنقلون دون تعب أو ملل، لقد ذهلنا بالفعل، وبعد انتهاء المعركة أصبحنا غير قادرين على التمييز بين عناصرنا، ولم نعد نعرف من هو حي ومن هو ميت، ومن هو موجود ومن هو مخطوف”.ومضى قائلا ”بعد أن انتهى القتال، أمرنا أحد الضباط بأن نقوم بتمشيط المنطقة، فبدأنا نزحف بحثا عن زملائنا الذين أصيبوا داخل الناقلة وعن أشلائهم، كانت الصورة قاسية للغاية ولا تبارح ذهني، لا أنسى تلك اللحظات، زحفنا في الشارع بحثا عن أشلاء، فيما كان قسم من الزملاء يوفرون لنا الغطاء الناري. مشطنا المكان لمدة طويلة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: