قمة سلال وجمعة لترسيم أمن تونس من أمن الجزائر والعكس

+ -

 بزيارة رئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة الجزائر لثالث مرة في ظرف قصير، والتكتم على هذه الزيارة التي بررها المستشار الإعلامي لرئاسة الحكومة التونسية مفدي المسدي لإذاعة ”شمس أف أم أن”، بأنه كان لاعتبارات أمنية تتعلق بسلامة الوفد التونسي المتوجه إلى الجزائر، يكون محور التعاون ”الأمني” بين الجزائر تونس قد دخل مرحلة لا تحتمل أي تأخير أو تردد. وصل رئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة، أمس، إلى تبسة في ثالث زيارة له للجزائر، تدوم يوما واحدا وذلك بدعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال، حيث صرح السيد جمعة لدى نزوله من الطائرة بأن زيارته تهدف لتعميق التعاون الأمني بين البلدين التي تعد مسألة حيوية بالنسبة لتونس”.ورافق رئيس الحكومة التونسي وفد هام يتقدمه وزيرا الدفاع الوطني والشؤون الخارجية غازي الجريبي ومونجي حامدي وكذا سفير تونس بالجزائر عبد المجيد فرشيشي. الاجتماع الذي جرى في جلسة مغلقة بمقر ولاية تبسة خصص ”لدراسة المسائل الأمنية ذات الاهتمام المشترك على ضوء تطورات الوضع شبه الإقليمي من جهة وكذا العلاقات الثنائية سواء على مستوى التنسيق السياسي والأمني أو تلك الخاصة بالتنمية الحدودية”.مصادر تونسية قالت إن رئيس الحكومة مهدي جمعة سيقوم بمناقشة تفعيل التعاون الأمني والتنسيق العسكري بين البلدين، على خلفية التطورات الخطيرة التي شهدتها منطقة الشعانبي وخلفت مقتل 14 جنديا تونسيا في عملية إرهابية، ما يفهم منه أن الأمور الأمنية في الحدود بين البلدين لا تحتمل التأخير أو اللامبالاة، وهو ما يرجح فرضية أن السلطات التونسية قد تحصلت على معطيات في غاية الأهمية والحساسية، من وراء تحليلها لمعطيات الاعتداء الإرهابي بالقصرين الذي أودى بحياة 14 جنديا تونسيا قبل الإفطار، وكذا نوعية ترسانة الأسلحة الثقيلة المستعملة فيه، التي يشتم تهريبها من ليبيا. ورمت أيضا الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا بظلالها وسرعت ببرمجة هذه القمة الثنائية بين عبد المالك سلال ومهدي جمعة، لإصدار قرارات تفرض مزيدا من ”التنسيق” الأمني بين أجهزتي أمن البلدين، خصوصا وأن كل المؤشرات تشير إلى أن الخطر الإرهابي قادم من ليبيا، حيث تنقلت عناصر تنظيم القاعدة من شمال مالي إلى جنوب ليبيا هربا من الضربات العسكرية الفرنسية، ما خلق في جنوب ليبيا منطقة توصف في أدبيات الأمن العالمي بـ«الثقب الأسود”.وانطلاقا من اتفاق البلدين في عدة مناسبات بأن ”أمن الجزائر من أمن تونس، وأمن تونس من أمن الجزائر”، فإن قمة سلال - جمعة قد ضبطت عقارب ساعة أجهزتي أمن البلدين على موعد ”الشراكة الأمنية” والتعاون خصوصا في الحدود المشتركة للبلدين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات