أعلنت الأردن أنها أعدمت شنقا، فجر أمس، ساجدة الريشاوي التي طالب تنظيم ”داعش” بتحريرها مقابل الإفراج عن الرهينة الأردني، وزياد الكربولي، عراقي من عناصر القاعدة، كرد فعل على مقتل الطيار معاذ الكساسبة حرقا. وكانت الصورة البشعة التي ظهر فيها الطيار الأردني وهو يحترق في صندوق حديدي، قد حركت المشاعر وجلبت تنديدات دولية واسعة. وكانت المفاوضات جارية، من جهة مع اليابان لتحرير صحفيين محتجزين من طرف تنظيم ”داعش”، ومع الأردن، من جهة أخرى، لتحرير الطيار المحتجز. وكان التنظيم الإرهابي قد طلب من اليابان تسديد فدية قدرها 100 مليون دولار عن كل صحفي، وطلب من الأردن تحرير الانتحارية العراقية الريشاوي، المتهمة في محاولة تفجير فندق بعمان في 2005، مقابل الإفراج عن الطيار. ثم أعدم الصحفي الأول وشرع التنظيم في التفاوض المزدوج مع كلا البلدين، وبعد مرور المهلة أعدم الصحفي الثاني.
وفي الأخير، أحرق الأردني، ولو أن مخرجا سينمائيا أردنيا قال إن صور الحرق مفبركة، وترتب عنه الإعدام للريشاوي والكربولي، هو الآخر عراقي كان من عناصر الزرقاوي، مكلف بالغنائم، وقام بقتل سائق أردني في 2006 واختطاف اثنين آخرين، وقال في المحاكمة إنه خطف من فندق في لبنان، وليس في العراق وأنه ضرب وعذب وحكم عليه بالإعدام في 2008. وأدانت كل من الولايات المتحدة والدول الغربية والسعودية والكويت والبحرين وقطر وإيران بشاعة التنكيل بالطيار الأردي، داعين المجموعة الدولية لتشديد الخناق على تنظيم ”داعش”. وقال أوباما إن هذا العمل الوحشي ”سيضاعف يقظة وتصميم التحالف الدولي لضمان الهزيمة الكاملة للتنظيم”. وأصدر الأزهر فتوى تجيز قتل وصلب مسلحي ”داعش”. لكن الصحافة السورية حملت الحكومة الأردنية المسؤولية. وكتبت ”الوطن” السورية أن عمان فتحت الحدود للآلاف من السلفيين الذين التحقوا بالمسلحين لمحاربة الجيش السوري. وقال حزب البعث الحاكم في سوريا إن ”الأردن جنى ثمار دعمه للإرهاب”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات