38serv
تجاهل قائد الطائرة الجزائرية المنكوبة نشرة خاصة للأرصاد الجوية، حذرت من خطورة عاصفة قوية وسط مالي بمكان قريب جدا من خط مسار الطائرة. وقال مصدر عليم إن وضعية حطام الطائرة تشير إلى أنها انفجرت في الجو قبل سقوطها على الأرض، وهو ما يفتح الباب أمام الكثير من التأويلات خاصة مع الأخذ في الاعتبار التحذير الذي أصدرته هيئة إدارة الطيران الفدرالي الأمريكية من خطورة بعض أسلحة الجماعات الإرهابية على سلامة الطيران المدني فوق شمال مالي.يواصل جنود ماليون جمع بقايا الطائرة الجزائرية المنكوبة وأشلاء الضحايا من منطقة واسعة، ويحتاج جمع بقايا الطائرة وأشلاء الركاب إلى أيام أخرى. وتزداد الوضعية سوءا بسبب الطبيعة الصحراوية للمنطقة وافتقارها لوسائل تخزين بقايا الجثث، وهو ما يجعل المهمة بالغة التعقيد.وقال مصدر عليم إن صورا جوية التقطت لبقايا الطائرة المنتشرة في منطقة تتعدى مساحتها 7 كم مربع أعطت فكرة أولية للمحققين حول حادثة السقوط المأساوي، حيث تفككت أجزاء الطائرة في الجو قبل سقوطها على الأرض، وهو ما أعطاهم فكرة حول الأسباب المفترضة للتحطم الذي قد يكون بسبب انفجار أو حادث غريب في بدن الطائرة بفعل العاصفة التي شهدتها المنطقة.وقال مصدرنا إن الطيار تحدث مع برج المراقبة في مطار واغادوغو حول موضوع الأحوال الجوية، وقرر الانطلاق في الرحلة رغم وجود تحذير من وكالة أمن الطيران الدولية ”أسكنا”. ورغم المغامرة فإن الطيار كانت لديه بدائل عدة منها النزول في مطار النيجر أو العودة إلى باماكو. وفي موضوع ذي صلة، كان تقرير أصدرته في مارس 2013 إدارة الطيران الفدرالي الأمريكي المتخصص في سلامة الطيران المدني والتجاري، كان قد حذر من خطورة بعض الأسلحة المضادة للطائرات التي تملكها الجماعات الإرهابية في المنطقة على الطيران المدني وحركة النقل الجوي التجاري. وتمتلك الجماعات الإرهابية في شمال مالي صواريخ غير فعالة من نوع ”سام 6” التي يمكنها إسقاط الطائرات المدنية، إلا أن الجماعات الإرهابية غير قادرة على تشغيلها، كما تمتلك صواريخ ”سام 7 ستيرلا” لكن مدى هذه الصواريخ لا يستطيع إسقاط الطائرات المدنية إلا في حالة طيرانها بمستوى منخفض.وأشار مصدر أمني رفيع إلى أن التقرير الأمريكي كان يهدف للتحذير من احتمال تعرض المطارات لهجمات إرهابية أو تعرض الطائرات في لحظات الإقلاع والهبوط لهجمات، لأن إصابة الطائرة أثناء تحليقها على ارتفاع شاهق يعد أمرا مستحيلا تقريبا، إلا في حالة واحدة هي اضطرار الطائرة للطيران على ارتفاع منخفض بسبب الأحوال الجوية.وفي سياق متصل، أدخل سقوط الطائرة الجزائرية التي سقطت في شمال مالي العلاقات بين الجزائر وفرنسا في أزمة.وأثار تنازل الحكومة المالية عن حقها في إدارة التحقيق للفرنسيين الكثير من الاستياء في الجزائر، وفسر مصدر عليم للغاية تصريح وزير الخارجية الجزائري حول الطائرة الجزائرية المنكوبة، حيث قال إن الجزائر حصلت على الأنباء الأولى حول سقوط الطائرة من جماعة مسلحة تنشط شمال مالي، بأنه رد جزائري على التصريحات الصحفية لمسؤولين فرنسيين حول تطورات أزمة الطائرة الجزائرية، وقال مصدر عليم إن كبار المسؤولين في الجزائر اعتبروا أن تصريحات عدد من المسؤولين الفرنسيين حول الطائرة الجزائرية أدخلت المسؤولين الجزائريين في حرج بسبب وصول بعض المعلومات إلى وسائل الإعلام الدولية حتى قبل اطلاع الجانب الجزائري عليها. وما أثار في الجزائر هو أن 4 وزراء ورئيس الجمهورية الفرنسي صرحوا لوسائل الإعلام حول موضوع الطائرة الجزائرية المنكوبة، دون الأخذ في الاعتبار التنسيق مع الجزائر التي تعد المعني الأول بالقضية. وقال مصدر عليم إن الجزائر أرسلت رسالة واضحة للفرنسيين حول موضوع التحقيق الجنائي في الحادثة عبر تصريح وزير النقل عمار غول الذي أكد أن التحقيق حول الكارثة الجوية من اختصاص حكومة باماكو، وتأتي هذه التصريحات في خضم أزمة في العلاقات بين الجزائر وفرنسا بسبب التسيير الفرنسي المنفرد للأزمة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات