عيد هذا العام لم يكن كسابقيه، بالجزائر، لا شعبيا ولا سلطويا، فشعبيا، امتزجت تبريكات العيد بأحزان غزة النازفة دما ودمارا، أما سلطويا، فامتزج بأسى الطائرة المنكوبة ومساعي البحث عن حقيقة السقوط، بينما يسجل عيد 2014 أيضا ثاني غياب للرئيس بوتفليقة، بالمسجد الكبير لأداء صلاة العيد.
اختزل عيد الفطر، 2014، بالجزائر، في ثلاثية، جعلت منه عيدا منفردا، به الفرح كما به الحزن، ورغم أن العيد للفرح وحده، لكن مشهد همجية القتل والإبادة والتشريد بغزة، غلّف قلوب الجزائريين بأسى وكأن الحاصل بفلسطين يحصل هنا، ذلك لأنه لا يمكن تجرعّ مشاهد أرامل وأطفال يقفون أمام قبور ذويهم الشهداء في العيد على الأرض، بينما القصف يستمر سماء. والجزائريون أكثر من غيرهم يدركون جيدا معنى مجازر جربوها وذاقوا ويلاتها قرابة عشريتين من الزمن وقبلها 132 سنة استعمار، ومع ذلك، لم يثنهم وهم يبرحون المساجد بعد صلاة العيد، عن طرح سؤال واحد كبير كبر القضية الفلسطينية؟ عن العرب ومواقفهم وعن التواطؤ والخذلان، وأيضا عن موقف الجزائر، الذي استعصى على الكثير فهمه، منذ أن “نددت” الحكومة بالعدوان الإسرائيلي الجبان، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات