الإعلام بين حقوق الأحياء والقتلى

38serv

+ -

 هل ولى زمن نقل وقائع الحرب على غزة من هضبة المستوطنة الإسرائيلية “سيدروت”؟ لقد كان الصحفيون من مختلف وسائل الإعلام يقصدونها لتغطية هذه الحرب. يقتسمون المكان مع الإسرائيليين الذين يتابعون القنابل التي تهطل على الأحياء السكنية بغزة من كراسيهم، وهم يحتسون النبيذ الأبيض المجلوب من الجولان المحتل، على أنخاب ضحاياها، ويسلون أفواههم ببذور الكُوسة، ويدخنون “الشيشة”، ويهللون فرحا كلما أصابت القنابل أهدافها، وتصاعد معها عمود الدخان أو ألسنة النار، ويصفقون وكأنهم يتابعون استعراضا للألعاب النارية! 

إن ما تعرضت له مراسلة قناة الـ”سي أن أن” من إسرائيل، ديانا غناوي، يؤكد استمرار بعض القنوات التلفزيونية الأجنبية في تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة من الهضبة ذاتها. لقد قامت قناتها التلفزيونية بنقلها إلى موسكو بعد أن وصفت الإسرائيليين بالنفايات عبر تغريدة من حسابها في موقع شبكة تويتر، فقد هالها احتفاؤهم الصاخب بفقدان إنسانيتهم. لكن من تابع الشهادات الحية التي قدمها الصحفي البريطاني جون سنو من مستشفيات غزة، يشعر أن زمن تصوير دمار غزة من هضبة “سيدروت” بدأ يتراجع فعلا. ويتجلى هذا التراجع أكثر بعد أن امتدت الحرب إلى مواقع الشبكات الاجتماعية الافتراضية، إذ أصبح بالإمكان متابعة القصف الجوي بالصواريخ على غزة مباشرة، وبشكل مستمر، عبر أشرطة الفيديو التي تصب في هذه المواقع، مثل تلك التي ينشرها بشكل متواصل المصور الصحفي الفلسطيني جواد سفتاوي، والتي تنقل الإنزال العسكري بالقنابل والصواريخ على غزة في المنصة الرقمية “يوستريم” Ustream على شبكة الأنترنت”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: