الهاجس الأمني يخيم على قمة أمريكا - إفريقيا

+ -

 تنطلق، اليوم، بواشنطن، قمة الولايات المتحدة - إفريقيا، بحضور رؤساء دول وحكومات 51 دولة إفريقية، وسط طغيان الهاجس الأمني على أجندة المباحثات، بالنظر إلى معاناة مناطق واسعة في إفريقيا من خطر الجماعات الإرهابية المستفحل، ومشاكل التهريب والصراعات البينية والعرقية، إلى جانب مشاكل التنمية التي مازلت ترهق كاهل القارة.على خطى الصين وفرنسا، تنظم واشنطن، في مبادرة هي الأولى من نوعها، قمة الولايات المتحدة الأمريكية - إفريقيا، التي تبحث تطوير علاقات القوة الاقتصادية الأولى في العالم، مع القارة السمراء الأسرع نموا رغم جو الركود العالمي، والتي أصبحت محل تنافس من قبل القوى العظمى على استقطاب مراكز النفوذ واستغلال ما تكتنزه من ثروات.وتشارك الجزائر في هذا الموعد الذي يمتد لثلاثة أيام، من خلال الوزير الأول عبد المالك سلال الذي يعوض الرئيس بوتفليقة الغائب عن كل نشاط خارجي بسبب حالته الصحية منذ سنتين تقريبا. وسيكون سلال مرفوقا بكل من وزير الطاقة يوسف يوسفي ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل. وفي تقديمها لهذه القمة التي تجري تحت عنوان “الاستثمار في الجيل القادم”، أوضحت ليندا جرينفيلد، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، أن عددا كبيرا من دول إفريقيا يواجه نموا متصاعدا للجماعات الإرهابية التي تستغل التحديات الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب الخلافات المحلية والتوترات بين المجموعات الإثنية، وضعف المؤسسات في دول إفريقيا والحدود التي يسهل اختراقها.وفي هذا الصدد، أشارت ليندا جرينفيلد، في كلمة منشورة على موقع كتابة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، إلى أن الولايات المتحدة “تدعم الجهود الإفريقية من أجل تحسين الأمن على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية، مع إدراك أن شركاءنا يجب أن يكونوا في مقدمة حل هذه المشاكل”. وأضافت: “لذلك سنعمل بالشراكة معهم في الاتحاد الإفريقي ومع أجهزتهم الأمنية وباقي الأجهزة المكلفة بتطبيق القانون، كالعدالة وقوات الجيش”.وأجابت جرينفيلد عن إشكالية “كيف نتعاون مع الأفارقة؟” بالتأكيد على أن الولايات المتحدة تبحث عن الشراكة وليس عن الهيمنة على قرارات الأفارقة. وقالت في هذا الجانب: “منذ 2005، قمنا بتكوين ربع مليون جندي من قوات حفظ السلام في 25 بلدا إفريقيا، بفضل برنامج خاص للتدريب والمساعدة (أكوتا). ونحن نعمل على مواجهة التطرف في منطقة الساحل في إطار مبادرة “مكافحة الإرهاب العابر لمنطقة غرب الصحراء، وكذلك الأمر في شرق إفريقيا”.وأضافت: “نحن ندعم مهمة الاتحاد الإفريقي في الصومال، وكذلك في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، قبل انتشار قوات القبعات الزرق التابعة للأمم المتحدة. وفي هذه الحالة، نحن لا نفرض نموذجا أمريكيا لحل الأزمات ولكننا نساعد على إيجاد تسويات ونقيم الشراكات التي تعالج الأسباب الجذرية المعقدة وعدم الاستقرار سوى مظهرها الأكثر إثارة للقلق”.وحسب جرينفيلد، سيشارك الرئيس أوباما في ثلاث جلسات عمل تقيمها كتابة الدولة للخارجية الأمريكية للقادة الأفارقة يوم الأربعاء، تتعلق الجلسة الأولى بموضوع الاستثمار في مستقبل إفريقيا، في جانب التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي. وتتناول الجلسة الثانية موضوع السلم والاستقرار في المنطقة، من خلال عرض الانشغالات المشتركة والطرق الجديدة الممكنة للعمل من أجل إيجاد حلول على المدى الطويل للمشاكل الأمنية وإشاعة السلام في المنطقة. أما الجلسة الثالثة فستتعرض لمناقشات حول دور المؤسسات العامة والمجتمع المدني، وسيادة القانون، وقضايا الشباب إلى جانب العائدات المفقودة بسبب التمويل غير المشروع والفساد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: