تتحدّث هذه السورة عن ظروف صعبة عاشها دعاة التّوحيد، في مكة زمن الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه رضي اللّه عنهم، ومن قبلهم المؤمنون السابقون أصحاب قصة الأخدود.في هذه الآيات العظيمات المخيفات، يُقسِم الجبّار جلّ جلاله بالسّماء الشّاهقة ذات البُروج العالية الدّالة على عظمته وقدرته، وبيوم القيامة الدّال على حكمته وعدالته، وبالشّاهد والمشهود بأنّ الهلكة والنِّقمة واقعة على أصحاب الأخدود الّذين أضرموا النِّيران وامتحنوا العباد رغبة في صرفهم عن التّوحيد إلى الإلحاد، ومن العبودية إلى الكفر والشِّرك.وتبرز هذه السورة عظمة الجريمة بتحريق المؤمنين، وتكشف عن سببها {وما نَقَمُوا مِنهُم إلَّا أنْ يُؤْمِنوا باللّه العزيز الحميد}. فالكفار لغبائهم يتحرّشون بالّذين آمنوا باللّه (العزيز) الّذي تأبى عزّته أن يترك عباده لأعدائه، وإن كان يمهلهم أن يتوبوا حتّى بعد أن فتنوا المؤمنين والمؤمنات.فيُبَشِّر المؤمنين بجنّته، وينذر الكفار ناره وبطشته. ولعلّ في لفت الأنظار إلى السّماء ذات البُروج في جوّ الظّلام البهيم، ما يرقى بأبصار المؤمنين إلى السّماء لترى البُروج الجميلة، فتزول عنها مشاعر الكآبة والحزن والانكسار، كيف لا وقد قال ربّ العزّة {ولَقَد جَعلْنا في السَّماء بُرُوجًا وزَيَنَّاهَا للنَّاظِرين}.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات