38serv
قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني والباقلاني: أوّل واجب النّظر المؤدّي إلى المعرفة. وزاد بعض العلماء فقال: الواجب هو الشّكّ المؤدّي إلى النّظر. وترتّب على ذلك خلافًا بين علماء الكلام في صحّة إيمان المقلّد، فمنهم مَن كفّره ومنهم مَن حكم عليه بالإيمان مع المعصية، ومنهم مَن قال إنّه مؤمن، ولكن الصّحيح عندنا إنّه مؤمن عاص إن لم يتأمَّل في مخلوقات اللّه ولم يتدبّر فيها وكان قادرًا على النّظر، وأمّا إن لم يقدر على النّظر وقلّد فإيمانه صحيح.إنّ أكبر أصول عقيدة الإسلام وحدانية اللّه تعالى، وأنّ جميع المخلوقات من أشرفها إلى أدناها عبيده وإثبات بعثة الرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وأنّهم عبيده المكرّمون. ولذلك كان الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم يعلن أنّه عبد اللّه ورسوله وأنّ اللّه متنزّه عن الحلول في مخلوقاته، وأنّ أشرف البشر يكون بمحل الخوف من اللّه تعالى. قال عزّ وجلّ مبطلًا عقيدة النّصارى الّذين يعتقدون أنّ اللّه ثالث ثلاثة، وأنّ المسيح عيسى بن مريم عليهما السّلام ابن اللّه وأنّ اللّه هو المسيح ابن مريم: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّه هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللّه شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} المائدة:17. وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّ اللّه ثَالِثٌ ثَلَاثَةٌ، وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ} المائدة:73.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات