ما معنى قول اللّه تعالى {يا وَيْلَتَنَا مَن بَعثَنا مِن مَرْقَدِنا}؟ وهل تُعارض هذه الآية القول بأن عذاب القبر حقّ، لأنّ المرقَد أو النّوم يعني الرّاحة وليس العذاب؟

+ -

  إنّ عذاب القبر حقّ، وهو ثابت بالكتاب والسُّنَّة والإجماع، أمّا في حقّ الكفار فهو دائم لا ينقطع بدليل قوله تعالى في آل فرعون {النّار يُعرَضون عليها غُدُوًّا وعشياً، ويوم تقوم السّاعة أدخِلوا آل فرعون أشدَّ العذاب}، فقوله {النّارُ يُعرَضون عليها غُدواً وعشياً} هذا قبل قيام السّاعة، وهو عذاب القبر.أمّا قوله تعالى {قالوا يا وَيْلَنا مَن بعثَنا مَن مَرقَدِنا} فقد استدل به بعض العلماء على أنّه يُخفَّف عن الكفار عذابهم في القبر ما بين النّفختين، لكن قيل: إنّ هذا ليس بلازِم، لأنّ قبورَهم مَرقَد لهم، وإن عُذِّبوا فيها.أمّا عُصاة المؤمنين الّذين يقضي اللّه تعالى عليهم بالعذاب فهؤلاء قد يدوم عذابُهم وقد لا يدوم، وقد يطول وقد لا يطول، حسب الذُّنوب، وحسب عفوِ اللّه عزّ وجلّ.وفي الصّحيحين من حديث ابن عبّاس رضي اللّه عنهما أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مَرَّ بقبرين، فقال: “إنّهما لَيُعذَّبَان وما يُعذّبان في كبير، أمّا أحدهما فكان يمشي بين النّاس بالنّميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستتر من بوله” ثمّ وضع جريدتين (من أوراق الشّجر) فوق قبريهما وقال: “يُخفَّف عنهما العذاب بهاتين الجريدتين ما لم يَيْبَسا” أو كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم.ولقد علّمنا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن نتعوَّذ باللّه من عذاب القبر في كلّ صلاة. نعوذ باللّه من عذاب جهنّم ومِن عذاب القبر. أمين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات