يسجل قطاع غزة، الذي يتعرض حالياً لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكثر من شهر، مفارقة غريبة، تتمثل في ارتفاع نسبة المواليد بشكل غير مسبوق في الفترة الحالية، ليناهز عدد المواليد في القطاع 3 أضعاف عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان. وتشهد مستشفيات قطاع غزة تسجيل أرقام متزايدة للمواليد، بالتوازي مع استمرار سقوط الشهداء جراء القصف المستمر، وطبقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد تم تسجيل أكثر من 4500 مولود جديد منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي وحتى الآن. وفي ظل الظروف بالغة القسوة في غزة جراء العدوان، وصعوبة تسجيل جميع المواليد الجدد، فإن العدد الإجمالي للمواليد قد يصل إلى نحو خمسة آلاف وربما أكثر، مقابل 1900 شهيد، سقطوا منذ بدء العدوان في الثامن من شهر يوليو(تموز) الماضي. وتتجسد الغرابة بشكل دراماتيكي في مستشفيات غزة، إذ وفيما يُنقل الشهداء الذين يسقطون تباعاً إلى ثلاجات الموتى، يُسمع بوضوح في الأقسام المجاورة صراخ المواليد الجدد، وفي الوقت الذي يبكي ذوي الشهداء بين جنبات المستشفيات حزناً على فراق أبنائهم، يبكي آخرون فرحاً بإنجاب الأطفال. ويقول الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم، إن الأحوال المدنيّة التابعة للوزارة لم تصدر إحصائية رسمية، بفعل صعوبة حصر أعداد جميع المواليد في القطاع، لكنه رجّح أن يزيد العدد عن 5000 مولود فقط منذ بداية العدوان وحتى يوم الخميس الماضي. وبيّن "البزم" أن هناك مواليد لم يتم تسجيلهم في سجلات الوزارة كونهم ولدوا في مدارس الإيواء، إضافة إلى عدم تسجيل العديد من المواليد في المستشفيات القريبة من المناطق الحدودية. وتبدو نسبة المواليد خلال الشهر المنصرم أعلى من المعدل الطبيعي للمواليد في غزة، بحسب الأرقام الرسمية، إذ تشهد مستشفيات غزة، ولا سيما المتخصصة بالولادة، ازدحاماً لافتاً، بينما يجد معظم أهالي المواليد صعوبة كبيرة في تسجيل مواليدهم بسبب الظروف في غزة. وبحسب إحصائيات سابقة لوزارة الداخلية الفلسطينية، فإن العدد الإجمالي لسكان قطاع غزة حتى الربع الأول لعام 2014، بلغ مليوناً و870 ألف مواطن، منهم 947 ألف ذكراً، و922 ألف أنثى.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات