38serv
لم يكن المسجد مكانًا للعبادة فحسب وإنّما كان مركزًا لنشر الدعوة الإسلامية وتعليم المسلمين أمور دينهم، كما كان المسلمون يجتمعون فيه للتّشاور في شؤون الدِّين والدّنيا معًا. وكان المسجد هو المقر الدّائم للرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فيه يؤمّ المسلمين للصّلاة، وفيه يعلّمهم أمر دينهم، ومنه ̉يصدر القرارات المختلفة لتنظيم المجتمع الجديد، وفيه تربى النّفوس والأرواح على تقوى الله جلّ شأنه.
يعين على الإخلاص في العبادة والإتقان في العمل والصّدق في المعاملة ومحاسبة النّفس عن كلّ صغيرة وكبيرة.. فمن هذا الأساس الأوّل نشأ هذا المجتمع قويًا لا تهزّه الأعاصير، صلبًا لا تؤثّر فيه الأزمات والمِحن، متماسكًا لا تنال منه الفتن. وصدق الله إذ يصفه بقوله: {أفَمَن أُسِّسَ بُنيانُه علَى تَقْوًى منَ الله ورِضوان خيرٌ أمْ مَنْ أُسِّسَ بنيانُه على شَفَا جُرْفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ في نارِ جهنَّمَ واللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالمين} التّوبة:109، وما سوى هذا البناء الرّاسخ المطمئن، بناء قائم على حافة جرف منهار، يَنهار وينزلق ويهوي بأصحابه في هُوّة جهنّم وبئس القرار.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات