38serv
انطلقنا نحو بلدة خزاعة شرقي مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، وكان في مخيلتي أن زلزالاً ضربها، لكن المشهد صادم ومؤلم.. أسوأ من زلزال ضرب كل ما فيها من حجر وبشر وشجر، لا معالم لها، لا حدود بين البيوت، “الخبر” وقفت على أطلال الأحياء وباقي المنازل.“ادخلوا من هنا لتروا بأم أعينكم ماذا فعل جنود قوات الاحتلال بالحي، حي أل النجار، من تدمير وخراب” قال أيمن النجار (35 عاما) وهو يجلس مع أهله في خيمة أقاموها بجانب بيوتهم المدمرة.وتابع: “لم يتركوا شيئا يتحرك في المكان من بشر وشجر، وحتى الحيوانات أطلقوا عليها الرصاص والقذائف. كانت لي مزرعتان من الدواجن والأغنام لم يبق منها أي شيء، وعائلات بلدة خزاعة لما عادوا إلى بيوتهم لتفقد منزلهم وممتلكاتهم بعد سريان التهدئة وجدوا الدمار قد حل في كل مكان”.الشارع الرئيسي المؤدي إلى بلدة خزاعة كان مكتظا بالناس، وبدا الحي كمنطقة أشباح فقدت روحها، بعد أن عاث فيها جنود الاحتلال، على مدار الأيام الماضية، مخلفين وراءهم بيوتا ومزارع مدمرة، من يدخل المكان يشاهد حجارة المنازل المدمرة وأعمدة وأسلاك الكهرباء وبقايا القذائف الصاروخية وصناديق القنابل المتفجرة التي ألقيت على الحي.وقال الشاب إبراهيم: “عدت إلى البيت فوجدته مدمرا، ورأيت الخراب الذي حل في المنطقة فشعرت بالغضب والحزن الشديدين”. وأضاف: “هذه الأعمال لن تمنعنا من مواصلة المطالبة بحقوقنا الوطنية، ويستطيع الاحتلال أن يدمر كل شيء إلا أنه لن يستطيع تدمير إيماننا الشديد بحقنا”.في مكان قريب كان المواطن أبو قديح يقف حزينا صامتا وهو يتأمل بيته المهدم الذي لم يعد يصلح للعيش، وحين سألناه عن أحواله قال بغضب: “انظر هنا وستجد الإجابة، هذا كان بيتي الذي كان يؤويني وأسرتي لم يعد صالحا لسكن الحيوانات”. وتساءل: “ماذا فعلنا ليدمروا حياتنا بهذا الشكل، هل ترضى أمريكا ودول الغرب عما يفعله الاحتلال من تدمير وتخريب؟”.في طريق العودة من خزاعة إلى حي الزنة في بلدة القرارة بخانيونس، بدت آلية عسكرية لقوات الاحتلال متروكة في الشارع وتبدو أنها المدفعية التي كانت تطلق قذائفها على البيوت الآمنة وشاهدنا بقايا جنازير الدبابات وحملات للجرحى والقتلى وعليها بقع دماء جنود قوات الاحتلال كانت غنمتها المقاومة، وقال شاهد عيان لـ”الخبر”: “إن في منطقة الفراحين إلى الشرق من البلدة توجد دبابات وآليات معطوبة ومحترقة بفعل صواريخ المقاومة”.وقال سكان لـ”الخبر” إنهم شاهدوا آثار دماء الجنود الصهاينة في العديد من المنازل في منطقة التوغل، ما يؤشر على حجم الإصابات التي وقعت في صفوفهم، وبسالة المقاومة التي جابهتهم في منطقة ريفية مكشوفة ومحاذية للسياج الأمني الصهيوني. وأفاد شهود لـ”الخبر” بأن آثار دماء كبيرة شوهدت في أكثر من 15 منزلاً وبعض الشوارع، ما يشير إلى حجم الخسائر التي ألمت بقوات الاحتلال.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات