الرباط تشكّك في حياد أمانة بان كيمون استباقا لتقرير روس

38serv

+ -

 كشف سفير المغرب لدى منظمة الأمم المتحدة، عمر هلال، عن حالة من القلق تنتاب الدبلوماسية المغربية من خلال تشكيكه في ”حياد الأمانة العامة للأمم المتحدة”، على خلفية المطالب حول توسيع مهمة بعثة المينورسو في الصحراء الغربية، معتبرا هذا الأمر- حسب زعمه- ”يهدد وجود هذه البعثة في حد ذاته”، داعيا الجزائر إلى ”إبداء المسؤولية والواقعية”؛ أي التخلي عن مواقفها، بداعي المخاطر التي تهدد بلدان المنطقة.سارع سفير الرباط بنيويورك إلى التأكيد على التزام بلاده القوي بـ«العملية السياسية”، في إشارة إلى المفاوضات مع البورليساريو، لكنه أشار إلى ضرورة أن تمر هذه المفاوضات عبر ما وصفها ”حياد الأمانة العامة للأمم المتحدة، وحياد المينورسو، ووضوح الرؤية في مسار المفاوضات، وشفافية الوساطة، حتى يكون الخطاب الصادر عنها سواء في الرباط أو الجزائر أو تندوف (يقصد الصحراء الغربية) أو نيويورك متطابقا، وبالتالي تفادي ازدواجية الخطاب التي تؤدي إلى التوتر وتآكل الثقة”، وهي تصريحات تخفي حالة الفوبيا والقلق داخل نظام المخزن من التطورات التي لا تصبّ في صالحه في المحفل الأممي بخصوص ملف الصحراء الغربية، ولذلك سعى السفير المغربي لاستباق الأمور بتشكيكه في ما يسميه ”حياد” أمانة بان كيمون وبعثة المينورسو، تحسبا للتقرير الأممي حول الصحراء المزمع صدوره في الخريف المقبل.وقال السفير المغربي، في رده على ما تردد بشأن استقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، على خلفية عدم تقدم العملية السلمية بسبب تعنّت النظام المغربي، إن المغرب ”لا يردّ على الشائعات، خاصة عندما تكون موضوع أسئلة وأجوبة يتم إعدادها في بعض طوابق الأمانة العامة للأمم المتحدة بهدف الضغط” على المغرب، في اتهام صريح لهيئة بان كيمون.مزوار أرسل وفدا إلى روس لمناقشة أهداف زيارتهوفي تبريره لفشل بلاده في تحقيق مطلبها الداعي إلى تغيير المبعوث الأممي كريستوفر روس، الذي حظي بدعم دولي في مهمته، استشهد السفير المغربي بمقولة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، بأن ”أهم ما في مفاوضات سياسية ليس الشخص، بل العملية في حد ذاتها”.ودفع بقاء المبعوث كريستوفر روس في منصبه، رغم الحملة المغربية التي شنّت ضده من أجل إقالته، السفير المغربي في الأمم المتحدة إلى التأكيد على أن المغرب، من جانبه، لا يزال ”منخرطا في عملية المفاوضات السياسية الأممية، تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن”، موضحا أن المملكة ”عازمة على بذل كل الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي، توافقي ونهائي” للنزاع الإقليمي حول الصحراء الغربية، على أساس ”مقترحها للحكم الذاتي بالصحراء”، محاولا تجاهل حق تقرير المصير.ونفى السفير المغربي أن تكون بلاده اعترضت على زيارة روس، مشيرا إلى أن وزير الخارجية المغربي بعث يوم 18 جوان إلى نيويورك بوفد رفيع المستوى من أجل لقاء روس ومناقشة أهداف الزيارة، مبرزا أن ”المباحثات مع روس كانت صريحة وبناءة”. وقال: ”لقد مكّنت المباحثات من التطرق إلى مختلف جوانب مسار المفاوضات، بما في ذلك، ما أسماها حسب زعمه، ”الانزلاقات الأخيرة في تقرير الأمين العام، وكذا ضرورة إيضاح المهمة، وإضفاء الشفافية على مباحثاته وفي إعداد التقارير، وخاصة العمل على مزيد من وضوح الرؤية خلال المستقبل”.واعتبر السفير المغربي أنه ”لو كان الأمر يعود للمغرب وحده فقط، فإننا نأمل في التوصل إلى تسوية للمشكل اليوم قبل الغد”، في اتهام ضمني للجزائر بعرقلة التوصل إلى حل في الصحراء الغربية، داعيا الجزائر، دون ذكرها، لضرورة وضع الخلافات جانبا والاتحاد من أجل التعاون على مواجهة ما قال ”طيف الإرهاب لمنظمة القاعدة وفروعها، والتيارات المتطرفة، والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والمجموعات الانفصالية في الساحل”، محاولا القفز على القضية الجوهرية بزعمه أن ”خطر وتهديد هذه المجموعات قد يكون أكثر سوءا من نزاع الصحراء”.وجوابا على سؤال حول تأخر الممثلة الخاصة الجديدة للأمين العام للأمم المتحدة، كيم بولدوك، للالتحاق بمنصبها، بعد مغادرة سلفها إثر نهاية مهمته قال ”حتى وإن كان هناك تأخير فإنه لا يعود للمغرب، بل إلى الأمين العام للأمم المتحدة”، متهما هذا الأخير بعدم التشاور في هذا التعيين مع المغرب، لا قبل ولا أثناء ولا بعد، كما كان الشأن عليه مع سابقيها في المنصب ذاته.ولمّح في هذا الصدد إلى ما وصفها بـ«المناورات الساعية إلى توسيع مهمة بعثة المينورسو قبل قدوم بولدوغ لجعله أمرا واقعا”، معلنا أن ”المغرب لن يقبل بهذا أبدا، لأن هناك البعض في الأمانة العامة للأمم المتحدة تحركهم مواقف سياسية وإيديولوجية، يسعون إلى فرض ما لم يستطيعوا تنفيذه من خلال القرارات السابقة للأمم المتحدة حول توسيع مهمة المينورسو”.مطلب توسيع مهمة بعثة المينورسو التي وصفها بـ«المناورات”، حسب زعمه، ”تهدد وجود بعثة المينورسو”، مبررا ذلك بما قال إن ”الظرفية الإقليمية تعيش اضطرابا كبيرا ومحفوفة بالمخاطر تستدعي من بلدان المنطقة، وخاصة من الجزائر، إبداء المسؤولية والواقعية والشجاعة السياسية بهدف ضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: