الرايات السود: نذير الأفكار والأفعال السود

38serv

+ -

في البداية تستقبل الأخبار عن داعش، وكأنها فيلم رعب من نسج خيال غير علمي، أو تأليف قصة غير واقعية استوحاها كاتبها من عمق بشاعات التاريخ البدائي الغابر، ولكن سرعان ما تضعك الحقائق المرّة في قلب الواقع الملموس، عندما ترى بأم عينيك تقارير عن جحافل الموت، تتقدمها رايات سوداء مظلمة نذير شؤم بما هو قادم، لولا كلمة التوحيد ولفظ الجلالة ”الله” خط تعسفا وظلما وعدوانا في غير موضعه، ترفعه أشكال بشر وما هي ببشر، فالوجوه مكفهرة والقلوب ميتة وغلف على أقفالها، بعد أن أصبحت عاجزة عن التفكر والتدبر، مما لوّن أفكار وأفعال التنظيم بلون الرايات التي تحملها. 

وكل يوم يمر نفاجأ ببشاعة ممارسات تفوق كل التصورات تقوم بها هذه الجماعة الغريبة في تركيبتها السيكولوجية والفكرية والعقدية، فسيكولوجيا تظهر لنا تشوهات نفسية خطيرة نتج عنها أعراض الحقد والكراهية والتبلد والقسوة، التي جعلت أناسا من بني البشر يضربون أعناقا، وكأنهم يقطعون رؤوس لعب ودمى يتدربون عليها. ويخطفون النساء ويجلدوهن على لباسهن، وقد يخطفوهن ويتزوجوهن نكاح متعة ويبيعوهن جواري في سوق النخاسة، وكأنهن شيء من متاع لا معنى له ولاحس ولا كيان، ويعدمون عشرات اليزيديين بدم بارد باسم دين يقوم على حرية الاعتقاد، ويساق نساءهم وأطفالهم إلى مصير مجهول، فضلا عن تجنيد الأطفال والتمثيل بالجثث، وطرد الأقليات الدينية الأصلية خارج موطنها وأرضها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: