شخص يسأل عن حكم إظهار عورته أمام الطبيب قصد العلاج، وهل يأثم إن ترك نفسه دون علاج طاعة للّه تعالى في عدم إظهار العورة؟

+ -

يقول اللّه تعالى: {قُل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجَهُم ذلك أزكى لهم إنّ اللّه خبير بما يصنعون} النور:30، فأمر اللّه تعالى المؤمنين بحِفظ فروجهم، قال محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره لهذه الآية: ”أمر اللّه عزّ وجلّ المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج، ويدخل في حفظ الفرج حفظه من الزنا واللواط والمساحقة، وحفظه من الإبداء للنّاس والانكشاف لهم”.وفي المقابل يقول اللّه تعالى: {ولا تُلْقُوا بأيديكم إلى التَّهْلُكَة وأحْسِنوا إنّ اللّه يُحبّ المحسنين} البقرة:195، ويقول سبحانه: {ولا تَقْتُلوا أنفُسَكم إنّ اللّه كان بكم رحيمًا} النساء:29، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ”لا ضَرَر ولا ضِرار” رواه أحمد وابن ماجه وهو صحيح، والقواعد الفقهية المستنبطة من هذه الأدلة والنصوص الشرعية تقول: ”الضرر يُزال”، و«الضرورات تُبيح المحظورات”.بناء على هذا كلّه، فإنّ العلاج واجب حفاظًا على النّفس ودرءًا للمفاسد، فبادر إلى العلاج قبل أن تفقد صحّتك الّتي هي أعظم نِعَم اللّه على العبد، قال صلّى اللّه عليه وسلّم: ”نِعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس: الصحّة والفراغ” أخرجه البخاري وغيره، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: ”اغتنِم خمسًا قبل خمس” وذكر ”صحّتك قبل مرضك” رواه الحاكم والبيهقي وهو حديث صحيح، فحافظ على صحّتك بالعلاج حتّى وإن اضطررتَ إلى إبداء عورتك للطبيب. وقد أجاز الشرع للمرأة إبداء عورتها للطبيب في حال الضرورة، فكيف بالرجل مع الطبيب الرجل وفي حالة الضرورة!!واعلَم أنّك ستسأل عن جميع أعضائك يوم القيامة، فجسدك ليس ملكًا لك، وإنّما هو ملك للّه تعالى خالقه، واللّه أعلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات