38serv
أكد الحكم الدولي الجزائري، جمال حيمودي، بأنه لن يتراجع عن قرار اعتزال التحكيم رغم استفادته من رخصة من ”الفيفا” للبقاء إلى غاية سن الـ47، وأعلن في حوار خص به ”الخبر” بأنه راض عن مشواره الذي انتهى بإدارته لأربع مباريات كاملة في مونديال البرازيل.”الفيفا” منحت رخصة استثنائية لمجموعة من الحكّام الذين شاركوا في مونديال البرازيل لمواصلة التحكيم إلى سن الـ47 عاما، هل ذلك يدفعكم للعدول عن قرار الاعتزال؟ أود التأكيد بأن قرار اعتزالي التحكيم لا رجعة فيه، فقد فكّرت جيدا في الأمر حتى قبل المونديال، واستقر قراري على وضع حد لمسيرتي حكما بعد المونديال، لأنني بلغت سن الـ44 عاما وحققت في مشواري كل شيء، ولا أرى ما يمكن أن أطمح إليه بعد إدارة مباريات المونديال.لكنكم أدرتم مباراة في المنافسة القارية للأندية بعد المونديال؟ حدث ذلك فعلا، لأن ”الكاف” قامت بتعييني في مباراة جرت بمصر بين الزمالك وتي.بي مازيمبي الكونغولي في رابطة أبطال إفريقيا، وكنت ملزما على إدارتها، غير أنني أشعرت ”الكاف” بعدها باعتزالي التحكيم، وتلك المباراة هي الأخيرة لي في مشواري كحكم.لماذا تصرّون على الاعتزال رغم استفادتكم من سنتين إضافيتين؟ رخصة ”الفيفا” لن تسمح لي بالتواجد في مونديال روسيا 2018، لأنني سأتجاوز الـ47 عاما بسنة واحدة، وأمام استحالة تواجدي في دورة نهائية أخرى لكأس العالم، لا أرى فائدة من مواصلة التحكيم، فقد حققت في مشواري كل شيء.. لقد أدرت نهائي كأس أمم إفريقيا وأدرت عدة مباريات مهمة للأندية في المنافسة الإفريقية وفي عدة منافسات أخرى، وحظيت بشرف إدارة أربع مباريات كاملة في المونديال، وهو رقم لم يسبق لأي حكم عربي أو إفريقي تحقيقه، وبالتالي ارتأيت الاعتزال والتوقف عند هذا الحد.هل أنت راض عما قدّمته في مشوارك؟ بالتأكيد أن راض وأشعر بالفخر، فقد شرّفت العرب والأفارقة على أعلى المستويات، وتمكنت من إدارة مباريات في المونديال، بل حظيت أيضا بشرف إدارة المباراة الترتيبية بين منتخبي هولندا والبرازيل. إنه إنجاز كبير يجعلني أشعر دوما بالفخر، وكل ذلك تأتى بالعمل الجاد والمتواصل.على ذكر مباراة هولندا أمام البرازيل، ما موقفك من بعض الانتقادات التي لاحقتك؟ الانتقادات فاجأتني فعلا، لأنني أدرت المباراة بامتياز وأنا مقتنع بذلك، لم أرتكب أي أخطاء، لكن هناك من حاول تلطيخ مشواري بالتوقف عند أخطاء وهمية، فبعض المحللين لا يقدّمون إضافة لسلك التحكيم بكلامهم ولا يستفيد منهم الحكّام الشباب، وكان جدير بهم تقديم ملاحظات تقنية مفيدة بدلا من البحث عن أخطاء للحكّام غير موجودة أصلا.تقصد بأن ضربة الجزاء لصالح روبن صحيحة وبأن البرازيل لم تحرمه من ضربة جزاء؟ بالعودة إلى تلك المباراة، فإن ضربة الجزاء المعلنة لهولندا كانت صحيحة، لأن اللاّعب روبن تعرّض للخطأ خارج منطقة الجزائر، وتواصل لاعب منتخب البرازيل في خطئه لتنتهي اللقطة داخل منطقة الجزاء، والقانون هنا واضح، وينصص على احتساب الخطأ حين انتهت اللقطة، ما جعلني أعلن عن ضربة جزاء.لكنك لم تشهر البطاقة الحمراء في وجه اللاعب البرازيلي، رغم أنه كان آخر مدافع؟ اللّقطة كانت في الجانب الأيمن من مربع العمليات، بمعنى أن مهاجم منتخب هولندا لم يكن أمام المرمى، وبالتالي المدافع لا يستحق بطاقة حمراء، إنما إنذارا فقط، كما أن ناجي الجويني الحكم الدولي التونسي الأسبق كان ضمن لجنة تحكيم ”الفيفا” وأكد بأن قراري كان صحيحا.وماذا عن حرمان البرازيل من ضربة جزاء؟ لم يكن هناك خطأ أصلا، وأنا مقتنع بذلك.. كان هناك تمويه من اللاّعب البرازيلي، ولعلمكم بأن قوانين ”الفيفا” تسمح للحكم بمواصلة اللّعب حتى في حال التمويه لتفادي التوقف المستمر، و”الفيفا” تحبذ مبدأ الأفضلية ومواصلة اللّعب، ومن المستحسن أيضا تفادي تقديم بطاقات صفراء في كل مرة ليحافظ الحكم على نسق المباراة، إنها قرارات تقديرية تدخل ضمن نطاق تسيير الحكم للمباراة بذكاء، وهو ما حدث في تلك اللّقطة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات