38serv
أعطى أستاذ التاريخ، محمد القورصو، لـ”الخبر”، قراءة بشأن ما يعتبره حملة ينوي اليمين المتطرف في فرنسا شنّها ضد الجزائريين المهاجرين، أو من الفرنسيين ذوي الأصول الجزائرية، عبر إبراز قضية ”النزعة الوطنية لدى الفرنسيين من أصول فرنسية”، من طرف برلماني متطرف. واعتبر القورصو الحملة بـ”الانعكاس لتاريخ الثورة المعكوس الذي يؤمن به اليمين المتطرّف، باعتبارهم ما يزالون يعتقدون أن الجزائر البلد الضائع الواجب استرجاعه”.ذكر القورصو، في حديث مع ”الخبر”، أن ”النزعة الوطنية لدى الجزائريين المقيمين في فرنسا التي تظهر غالبا عبر حمل الراية الوطنية أثناء الاحتفالات الجزائرية، لاسيما بالنسبة للجيل الأول أو الثاني، تأكيد على انتمائهم القوي لوطنهم الأم وارتباطهم بتاريخه، لكن هذا لا ينفي في ذات الوقت انتماءهم إلى الجمهورية الفرنسية التي ترفع شعارات الحرية والديمقراطية، وكسبوا فيها أشياء لم تتوفر في بلدهم الأصلي”.وأبرز أستاذ التاريخ أن ”النزعة الوطنية ليست لصيقة بالجزائريين وحدهم، فالأرمن مثلا خرجوا ورفعوا الراية مطالبين فرنسا بتجريم تركيا، وهي ظاهرة في جوهرها عادية تعبر عن الانتماءات الاجتماعية الموجودة في فرنسا، التي تعتبر جزءا منها سواء فرنسا التاريخية أو الحالية، فضلا عن كونها ظاهرة وجدت سنوات الثلاثينات والأربعينيات”.وعن تحرك اليمين المتطرف تجاه هذه القضية، يوضح القورصو: ”أهم ما يحرّك نشطاء اليمين المتطرف هو تاريخ الثورة المعكوس، فهؤلاء لم يتخلصوا من كابوس الثورة هذا، ولازالت الجزائر تمثل بالنسبة إليهم الوطن الضائع الواجب استرجاعه، سواء عن طريق استخدام الراية الوطنية أو اللغة العربية أو العرق أو البطالة، فهي بالنسبة إليهم ورقة سياسية رابحة”.وأسقط متحدّث ”الخبر” هذا الأسلوب المنتهج من طرف اليمين المتطرّف، بإعطائه مثالا عمّا فعله حزب الجبهة الوطنية أثناء انتخابات الاتحاد الأوربي، وقال: ”رأينا كيف وظفت الجبهة الوطنية ورقة الاتحاد الأوروبي لتخويف الفرنسيين البسطاء، فحازت على الكثير من الأصوات، حيث كان أسلوبهم اللعب على وتر الخوف، وما يقومون به حاليا بإثارتهم للنزعة الوطنية مرتكز على نزعة الخوف”.ويعتقد القورصو أن ”اليمين المتطرف سيستمر في لعبته السياسوية، أما موقف السلطات الفرنسية، وبالخصوص وزير الداخلية الذي وجّه له السؤال الشفوي، أظن أنه سيدرج القضية ضمن الانتماءات الأصلية المختلفة، فيعتبر أن من حق الجزائريين أن يرفعوا رايتهم الوطنية، لكن في المقابل يجب الحرص على احترام العلم الفرنسي الذي يعيش مئات الآلاف من الجزائريين تحت ظله، خصوصا وأن العديد من الفرنسيين لا يأخذون برأي اليمين المتطرف، لاسيما منهم من يؤيدون الثورة الجزائرية وهم كثر”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات