تنظيم العلاقات بين المسلمين وغيرهم: لمّا هاجر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة كان يوجد فيها كما قلنا بعض اليهود فلم يُكْرِهُهُم صلّى الله عليه وسلّم على الدخول في الإسلام. وهذا هو دأب الإسلام لا يُكْرِه أحدًا على الدخول فيه. قال تعالى: {لا إكْرَاه في الدِّين} البقرة:256، ولكن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أراد أن ينظّم العلاقة بين جماعة المسلمين في المدينة وبين هؤلاء اليهود وهذا التّنظيم كان في مصلحة اليهود أنفسهم لأنّهم كانوا أقلية بالنّسبة للمسلمين.
والإسلام لا ينقص من حقوق غير المسلمين الّذين يعيشون في كنف الدولة الإسلامية وإنّما يُعطيهم حقوقهم كاملة. ولا يمنع من الإحسان إليهم والبرّ بهم ماداموا لا يُؤْذُون المسلمين ولا يكيدون للإسلام. قال تعالى: {لا يَنْهَاكُم اللهُ عَنِ الَّذِين لَمْ يُقَاتِلُوكُم فِي الدِّينِ ولَم يُخْرِجُوكُم مِنْ دِيَارِكُم أنْ تَبَرُّوهُم وَتُقْسِطُوا إلَيْهِم إنّ اللهَ يُحِبُّ المْقسطين. إنَّمَا يَنْهَاكُم اللهُ عَنِ الّذِين قَاتَلُوكُم فِي الدِّينِ وأخْرَجُوُكم مِنْ دِيَارِكُم وظَاهَرُوا عَلَى إخْرَاجُكُمُ أنْ تُوَلُّوهُمْ ومَنْ يَتَوَلَهُم فأولَئِك هُم الظَّالِمُون} الممتحنة:9-8، وعلى هَدْي من سماحة الإسلام مع أبناء الأديان الأخرى، فقد عقد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام تلك المعاهدة المشهورة مع اليهود من سكان المدينة المنورة..
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات