أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في خامس مؤتمر صحفي له، عن جملة من الإجراءات التي اعتمدتها فرنسا لمكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف الديني، على غرار تلك المعلن عنها سابقا من قبل الحكومة، تتمثل في التنسيق مع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بباريس، من أجل محاربة التطرف، إلى جانب الحرص على تكوين وتدريب الأئمة والمرشدين، بالإضافة إلى ضمان أمن المساجد وحمايتها مع الاهتمام بالشباب المهمش وسكان الأحياء الفقيرة المنتشرة بالمقاطعات الفرنسية، بتوفير لها مساكن لائقة بهدف تحقيق الاختلاط الاجتماعي والمساواة بين كل الفرنسيين، بغض النظر عن ديانة كل واحد، وذلك بخلق وكالة وطنية للتربية المدنية تبدأ نشاطها في الفاتح من جوان القادم لتربية الشباب وجميع الفرنسيين مدنيا، وجعلهم يتحلون بالروح الوطنية وكذا الحرص على تعلم اللغة الفرنسية ومبادئ الجمهورية، بالإكثار من إنشاء المدارس والوكالات لهؤلاء الشباب، إلى غاية حصولهم على مهن وإحساسهم بخدمة النفع العام، وذلك بالتأكيد على ضرورة تدريس العلمانية التي تحافظ على التلاحم الوطني، وبالمحافظة على اللائكية يمكن للفرنسيين التعايش معا، بضمان حرية المعتقد وحرية الديانات والابتعاد عن التزمت الخارجي والتأثيرات الخارجية. كما أكد هولاند بأنه لابد من تناقل وتعلم العلمانية التي تعد من واجبات الدولة وتعمل على الفصل بين السلطة والديانات والحفاظ على صورة وحدة الجمهورية في 11 جانفي المنصرم، “فطبعا إنها لن تمحو الاختلافات والانقسامات، لكن ستتجاوزها بقوة بالحفاظ على وحدة البلاد للمضي قدما”، يقول هولاند.وعلى صعيد آخر، فقد أوضح هولاند أمام الصحافة بأن فرنسا ليس بإمكانها التدخل لحل كل المشاكل العالقة على المستوى الدولي، باستثناء الدعم المقدم للاتحاد الإفريقي في مواجهة “بوكوحرام”، موجها بذلك نداء إلى المجتمع الدولي للمساهمة في حل الأزمة الليبية، إلى جانب الدور الفعال الذي ستلعبه فرنسا في التخفيف من ديون اليونان ومحاربة التنظيم الإسلامي بسوريا والعراق، بالإضافة إلى المبادرة الألمانية الفرنسية الجديدة لحل الأزمة الأوكرانية، بالعمل على البحث عن صياغة نص مقبول لكل الأطراف المتنازعة، وتبقى هذه المحاولة مرهونة بالفشل والنجاح، لأنه سبق أن أحرزت فرنسا وألمانيا نتائج في فرض عقوبات اقتصادية أثرت في المقاتلين لكنها لم تضع حدا للقتال في الأراضي الأوكرانية.ومن جهة أخرى، كشف هولاند عن تسطير فرنسا خريطة الطريق أمام مداهمة الوقت لها للتحضير للمؤتمر البيئي المزمع عقده نهاية السنة الجارية، بداية بفرض ضرائب بيئية جديدة للحد من إفرازات الغازات الدفيئة. وفي ختام الندوة الصحفية ذكر هولاند في إجابته على أحد الأسئلة وردا على تعليمات ساركوزي التي اعتمدت إستيراتجية “لا أفان، لا للحزب الاشتراكي”، في الدور الثاني، غدا الأحد، فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية الجزئية بالمقاطعة الرابعة “دوب”، بأنه عندما كان يرأس الحزب الاشتراكي، قد دعا إلى التصويت على جاك شيراك سنة 2002، الذي تنافس آنذاك مع جون ماري لوبان، ولم يتوان لدقيقة لتقديمه الدعم لليمين الفرنسي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات