38serv

+ -

أجمع المتدخلون في أشغال الملتقى الوطني المخلد لذكرى مؤتمر الصومام، الذي نظمه التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أمس، ببجاية، على أن ”تخلي السلطة عن أرضية مؤتمر الصومام تسبب في تنصلها عن مرجعيتها التاريخية الكبرى، لتفقد بذلك شرعيتها”.

واتفق على هذه المعاينة سعيد سعدي، الرئيس السابق للأرسيدي، وسيد أحمد غزالي، رئيس الحكومة سابقا، وكريم يونس، رئيس البرلمان سابقا، وأستاذ التاريخ عبد المجيد مرداسي، وقيادي الأرسيدي نور الدين آيت حمودة. وكان أول المتدخلين محسن بلعباس، رئيس الأرسيدي، الذي قال إن النظام ”هرم ويستوجب على الشعب الجزائري ترحيله بالطرق السلمية والديمقراطية”، ليفسح المجال للباحث في التاريخ، عبد المجيد مرداسي، الذي تحدث عن العلاقة بين الحدثين 20 أوت 1955 و20 أوت 1956، وتأثير ذلك على ذاكرة صناع الحدثين واستغلالهما لأهداف غير تلك التي تصورها وضحى من أجلها أبطال أمثال زيغود يوسف وبن بولعيد وعبان وبن مهيدي وغيرهم. وقال مرداسي إن صناع مؤتمر الصومام ”كانت نظرتهم توحيدية، لكن المؤامرة بدأت منذ ولادة أرضية مؤتمر الصومام”. ومن جهته، توقف سيد أحمد غزالي مطولا، في تدخله حول ”مؤتمر الصومام وإدماج الطلبة في الثورة”، عند ما يسمى بمعركة ”الميم”، باللغة الفرنسية بين الشيوعيين والوطنيين والتي تعني ”المسلم”، حيث قال إن المعركة ”كانت متواصلة طيلة الثورة، وهو ما عمق الشرخ بين المثقفين الجزائريين وتعقد الوضع أكثر بعد التحاق الآلاف من الطلبة بالثورة”.  وخلال تطرقه إلى تسيير البلاد، قال غزالي إن ”المشكلة ليست في الرجال ولكن في النظام الفاسد”، موضحا أنه حتى إذا تم تطعيمه برجال نزهاء وصالحين يبقى فاسدا”، وقال إن النظام ارتكب ثلاثة أخطاء فادحة، وهي عدم احترام وتطبيق القانون، والاستهانة بالمجتمع والطبقة المثقفة ما جعل الشرخ واسعا بين من يفكر ومن يحكم، والخطأ الثالث هو ممارسة الحكم على قاعدة اللامسؤولية حيث النظام يسأل ولا يسأل”. وبالنسبة لتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، اعتبرها غزالي ”مبادرة تستحق الاحترام”، وعبر عن استعداده للمساهمة والمشاركة في أي مبادرة تعمل من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي. واتهم النظام بـ”غلق كل مساحات التعبير”. مشيرا إلى أن مرض الرئيس ”يخفي مرضا أكبر وأخطر، هو مرض النظام”. أما كريم يونس، فقال إن الجزائر ”غائبة عن جميع المحافل الدولية، والدبلوماسية الجزائرية تعيش أحلك أيامها وبسبب ذلك فإن مآسي كثيرة تتهاطل على البلد”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: