آسيا جبار أول امرأة عربية تقتحم أكاديمية اللغة الفرنسية

 تعتبر الروائية الجزائرية آسيا جبار، واحدة من أشهر أدباء شمال إفريقا، الذين نجحوا في الوصول إلى مراتب عالمية في الكتابة باللغة الفرنسية، حيث تمكنت الأديبة والأستاذة الجامعية من الوصول إلى مصاف أهم الكتّاب باللغة الفرنسية عبر انتخابها عضو في أكاديمية اللغة الفرنسية سنة  2005، وأضحت صاحبة رواية ”العطش” أول شخصية من بلاد المغرب والعالم العربي، تصل لهذا المنصب المرموق في تاريخ الأدب العالمي المكتوب باللغة الفرنسية. دخلت آسيا جبار رسميا أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية، عقب وفاة الحقوقي الفرنسي جورج فيديل، ليتم انتخابها لخلافته في منصبه في الأكاديمية، بعد أن ظل المنصب شاغرا لحوالي أربع سنوات، وحملت أولى كلمات آسيا جبار عقب انتخابها رسميا يوم 22 جوان 2006، تحية إلى الشاعر والأديب الفرنسي الراحل جان كوكتو، الذي شكل لها نموذجا فكريا قويا، تعلقت به منذ أن التقيا لأول مرة في أكتوبر عام 1955، وخلف في ذاكرتها منذ ذلك التاريخ حضورا قويا، سيما للكلمة التي ألقاها في الأكاديمية في نفس يوم دخول آسيا جبار لمدرسة المعلمين العليا في باريس، وقد اختارت آسيا جبار أن تستهل كلمتها الأولى بمقطع من مقدمه الشاعر، تحدثت فيها عن أهمية التاريخ والزمان والمكان. تعتبر آسيا جبار خامس امرأة يتم انتخابها في الأكاديمية، بعد كل من الروائية مارغريت يورسنار التي انتخبت سنة 1980، وجاكلين دي روميلي في عام 1988، هيلين كارير دانكوس في عام 1990، فلورنس ديلاي في عام 2000، ثم آسيا جبار في عام 2005، لتلتحق بها كل من السياسية الفرنسية سيمون فيل في عام 2008، ودانيال سالين في عام 2011 وأخيرا دومينيك بونا في عام 2013.تتكون الأكاديمية من 40 عضوا، منذ تأسيسها سنة 1635 في عهد الملك لويس الثالث عشر من قبل الكاردينال ريشيليو، مما يجعلها أقدم الهيئات الفرنسية التي تختص بالحفاظ على اللغة الفرنسية، وقد فاق عدد الأشخاص الذين دخلوا عضويتها السبعمائة، وهم من جميع التخصصات، فمنهم الكاتب والشاعر والطبيب والعالم، كما توجد شخصيات عسكرية ومفكرين وفلاسفة وغيرهم. وقد حدثت حالات طرد قليلة، إذ طرد عدد من الأعضاء بعد الحرب العالمية الثانية، بعد اتهامهم بالعمالة مع النازيين، كما لا يحق لأعضاء الأكاديمية الاستقالة من منصبهم.