اختلفت القراءات داخل جبهة التحرير الوطني حول إنهاء مهام وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، وإبعاده من كافة نشاطات جبهة التحرير الوطني بصفته عضوا في لجنتها المركزية. “الخبر” ربطت اتصالات بقيادات من الأفالان ورصدت مواقفهم. أفاد منسق “حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني”، عبد الكريم عبادة، بأن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بصفته رئيسا للحزب، كلف الأمين العام باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء مهام عبد العزيز بلخادم في هياكل الحزب، واعتبره “قرارا حكيما وسيدا جاء لمنع وصول الحزب إلى الانفجار”. وقال عبادة، في اتصال مع “الخبر”، إن “قرار بوتفليقة انطلق في نظرنا من مبدأ أن بلخادم أصبح خطرا على البلاد، وليس على الحزب فقط، وهو إجراء مفيد وكنا نتوقعه، لأننا وصلنا إلى قناعة أن رئيس الحزب سيعرف أن ضعفه وعدم قدرته (يقصد بلخادم) ليس افتراء عليه، بدليل أنه سبب الرداءة التي وصل إليها الحزب، وقرار الرئيس سيد ولم يشاورنا فيه ونحن نباركه”. وتابع المتحدث: “إن تعليمات رئيس الحزب للأمين العام بمنع مشاركة بلخادم في نشاطات كل هياكله، هدفها منع وصول الحزب إلى الانفجار، لأن بلخادم أراد العودة إلى الأمانة العامة بالقوة، كما أنها فرصة للأمين العام الحالي لتحضير المؤتمر العاشر في كل هدوء، وبالتالي تعليماته (بوتفليقة) مفيدة، وستصون الحزب من المؤامرة واللوبي الذي أنشأه بلخادم”. من جانبه، أوضح عضو اللجنة المركزية للأفالان وأحد المقربين من بلخادم، إبراهيم بولحية، أن “إنهاء مهام عبد العزيز بلخادم من عضوية اللجنة المركزية لا يتخذ لا بقرار إداري ولا سياسي”، وذلك بناء على الاتصالات التي تمت مع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء مهام عبد العزيز بلخادم ضمن الحزب ومنع مشاركته في نشاطات كل هياكله”. وأبرز بولحية أن إنهاء مهام بلخادم ضمن الحزب يعني من اللجنة المركزية، وهذا لا يتم لا بقرار إداري ولا سياسي، بل يطرح ضمن مؤتمر الحزب، أو الإحالة على لجنة الانضباط فتجمّد مهامه ولا تنهى، وما حدث لبلخادم ينطوي على أمر آخر لا نعلمه”. من جهته، قال عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم، مصطفى معزوزي، إن “المكتب السياسي سيجتمع خلال الساعات القادمة لإصدار إجراءات تبعات أوامر رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء مهام عبد العزيز بلخادم ضمن الحزب، ومنع مشاركته في نشاطات كل هياكله”. وذكر معزوزي أن “القيادة ترحب بالقرار وسنطبقه بحذافيره، لأن الرئيس أنصف المناضلين والمناضلات، بحكم أن السلوكيات الأخيرة التي كانت تصدر عن الأخ بلخادم كانت غير نضالية ولا تسير مع كونه أمينا عاما سابقا لجبهة التحرير الوطني”. وواصل المتحدث قائلا: “بلخادم ليس الأمين العام الأول أو الأخير الذي يعزل، لكنه واصل في الإخلال باستقرار الحزب، لاسيما وأن البلاد تعيش أجواء غير عادية، لذلك يكون رئيس الحزب قد اتصل بالأمين العام للحزب بشأن القرار الذي سيفعّل، علما أنه ساري المفعول، أما تبعاته فستتخذ خلال اجتماع المكتب السياسي في الساعات القادمة برئاسة الأمين العام”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات