“السلـــــطة تســـــير بعشوائـــــية ولا يمـــــكن توقـــــع قراراتـــــها”

+ -

اختلفت ردود فعل المعارضة حول قرار الرئيس بوتفليقة إبعاد عبد العزيز بلخادم من مهامه كوزير للدولة مستشار لرئيس الجمهورية، وطرده من حزب جبهة التحرير الوطني، لكن جل القراءات اتفقت على أن مثل هذا القرار المفاجئ الذي ضحى فيه الرئيس بأحد رجالاته المقربين، ينم على أن “السلطة في الجزائر تسير بعشوائية لا يمكن معها تفسير قراراتها”.استبعد عبد المجيد مناصرة، رئيس جبهة التغيير، في اتصال مع “الخبر”، أن يكون قرار إقالة عبد العزيز بلخادم من مهامه كوزير للدولة مستشار لرئيس الجمهورية، ناجما عن مشاركته في افتتاح الجامعة الصيفية التي ينظمها حزبه. وقال مناصرة إنه “لا يعتقد أن الدولة تافهة إلى هذا الحد، حتى تعبأ لمشاركة وزير في نشاط حزبي مرخص له”.واستغرب مناصرة من القرار الذي يخلط بين إنهاء مهامه كوزير في الدولة والنشاط الحزبي. وقال إن رئيس الجمهورية “ولو كان رئيسا لحزب جبهة التحرير الوطني، ليس من حقه أن يفصل عضوا من الحزب إلا بلجنة انضباط وإجراءات قانونية”.وأوضح مناصرة أن “بلخادم كان متعودا على حضور النشاطات التي يقوم بها حزب جبهة التغيير كشخصية وطنية وكصديق للحزب، ثم إنه كان جالسا مع رؤساء حكومات سابقين كلهم مسموح لهم بالنشاط السياسي، وكان حاضرا في جامعة صيفية مرخص لها من قبل الدولة”. وأضاف أن “الحزب وجه دعوة بالمثل لمدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى واعتذر كتابيا عن الحضور نظرا لانشغالاته”. ثم عقب قائلا “لا أعتقد أن الرئيس حساس جدا لهذه الدرجة حتى يتضايق من ذلك”. من جانبه، أبدى رئيس الحكومة سابقا، سيد أحمد غزالي، استغرابه من قرار إقالة وزير الدولة عبد العزيز بلخادم وتنحيته من الأفالان. وقال إن “هذه الإقالة إن كان سببها مشاركة بلخادم في افتتاح الجامعة الصيفية التي نظمها حزب مناصرة، فذلك يدعم الأدلة التي تثبت أن رئاسة الدولة ليس لديها أي رغبة في التغيير”.وقال غزالي إنه كان مشاركا في هذا النشاط الحزبي، بمعية ثلاثة رؤساء حكومات سابقين، لكن بلخادم حضر فقط جانبا من الأشغال التي امتدت إلى المساء. مشيرا إلى أن “هذه المعاملة التي تلقاها بلخادم تثبت أن الدولة تفكر بمنطق بعيد تماما عن التحديات التي تنتظر الجزائر”.أما عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، فأوضح أنه لا يمكن معرفة السبب الحقيقي لإقالة بلخادم أو أي وزير آخر، “ما دمنا نعيش تحت سلطة تغلق العمل السياسي وتمارس كل أنواع التعتيم في القرارات التي تتخذها”. وتناول مقري الفرضيات المتداولة حول سبب الإقالة وحول معالجتها قائلا: “إذا كان السبب هو مشاركته إلى جانب معارضين للسلطة في إطار نشاط حزبي، فإن ذلك يعطي رسالة قوية أن السلطة لا تريد التوافق، وأن التوافق لا يمكن أن يتحقق للمعارضة إلا إذا كانت قوة ضغط”. وأضاف مقري، الذي ينشط حزبه في إطار تنسيقية الانتقال الديمقراطي: “أما إذا كان السبب هو استقبال بلخادم لقيادات فلسطينية في مقر رئاسة الجمهورية، فشرف له أن يقال بسبب فلسطين”.بدوره، قرأ الطاهر بن بعيبش، رئيس حزب الفجر الجديد، في ربط إقالة بلخادم من الحكومة والحزب معا، دليلا على أن القرار كان رد فعل على “شيء ما” بدر من بلخادم ولم تتجرعه الجهة التي أقالته، مشيرا إلى أن ذلك مؤشر خطير على أن القرار في الجزائر أصبح في يد جهة معينة تتحكم في كل القرارات.وأوضح بن بعيبش، الذي ينشط حزبه في إطار قطب التغيير، أن بلخادم “أحسن له أن يكون حرا، لأن لديه طاقة إيجابية يمكن أن يفجرها في خدمة البلاد، أحسن من أن يكون مستشارا للرئيس وهو في الحقيقة لا عمل له”. وأضاف أن “هذا القرار يثبت عشوائية منظومة الحكم التي نعيش فيها دون أي نظرة أو توجه معلوم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: