38serv
حمل مواطنون في غزة الأعلام الجزائرية أمام منتزه الجندي المجهول وسط المدينة، مرددين هتافات تشكر الجزائر على وقوفها بجانب المقاومة. وقال أحد المحتفلين ملتحفا بعلم الجزائر لـ”الخبر”: ”كأنهم يحاربون معنا على أرض غزة، فجرحنا ونصرنا واحد، وإن شاء الله نكمل مشوار المليون ونصف المليون شهيد نحو تحرير فلسطين”. شوارع فرعية ورئيسية امتلأت بالمركبات والمواطنين، محلات تجارية فتحت أبوابها، مؤسسات خدمية باشرت أعمالها، بيوت أصبحت أطلالا رسم الدهر عليها معاناة أناس متعبين، أطفال ضاقت بهم مساكنهم ينتشرون بين جنبات بيوتهم المدمرة، معلنين رفضهم لهذه الحياة التي لا يرضى بها بشر، هكذا بدأت الحياة تدب في شوارع وحارات قطاع غزة من جديد بعد 51 يوما من الشلل التام في كافة المرافق بسبب العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي لم يشهد القطاع له مثيلا.احتفل الشعب الفلسطيني في أجواء من الفرحة العارمة وغير المسبوقة في مسيرات عفوية في قطاع غزة احتفالا بـالانتصار بعيد بدء دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين حيز التنفيذ.وأطلق مسلحون، ظهروا للمرة الأولى في الشوارع منذ بدء الحرب على غزة قبل 51 يوما، الأعيرة النارية في السماء، كما أطلقت أبواق السيارات والألعاب النارية في شوارع مدينة غزة، بينما ما زال يسمع هدير الطائرات الإسرائيلية في سمائها.وردد المواطنون ”انتصرت المقاومة”، مهللين: ”الله اكبر”. وقال أحد المحتفلين لـ”الخبر”: ”جئت لأعبر عن فرحتي وأحتفل بالنصر المؤازر للمقاومة وكتائب القسام في حرب العصف المأكول”. وتقول الطفلة لمى لـ”الخبر”: ”جئت لأتفرج على الحفل عشان إحنا انتصرنا”، وتضيف شقيقتها الصغرى حنان: ”أنا مبسوطة انتصرنا على اليهود”. ووزعت الحلوى والشوكولاته على المحتفلين في الشوارع، ويقول أحد المحتفلين لـ”الخبر”: ”جئت لأحتفل بالنصر، لا قصف بعد اليوم” ويضيف: ”كنا مثل المحبوسين في البيت لأن الطائرات الإسرائيلية كانت تقصف كل شيء، نحن اليوم نفوز على إسرائيل”.وقال مسلح من كتائب القسام لـ”الخبر”: ”قبل قليل كنا نطلق النار والصواريخ على المدن في عمق الكيان الإسرائيلي من تحت الأرض، والآن نطلق النار في الهواء ابتهاجا بنصر المقاومة من فوق الأرض”، وتابع: ”لن يستطيع الكيان الصهيوني خرق التهدئة لأن أي خرق يدرك أنه سيقابل برد القسام فورا”.وقبل دقائق من بدء التهدئة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة في قطاع غزة، أسفرت إحداها عن استشهاد ثلاثة مواطنين في رفح جنوبي قطاع غزة.وفي تصريح مقتضب، قال إسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة حماس السابق ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس، ”انتصار غزة طريقنا نحو القدس وعودة اللاجئين”.وما إن تم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى بدأت المآذن تصدح بتكبيرات عيد النصر، فرحا بالنصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية خلال معركة العصف المأكول التي دامت 51 يوما.وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، في كلمة ألقاها أمام الصحافيين في مستشفى الشفاء: ”نعلن اليوم انتصارنا على قوة البطش الإسرائيلية بفضل الله تعالى وتضحيات شعبنا الباسل وصمود المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام وكافة الأذرع العسكرية”. وأضاف: ”نقول للإسرائيليين بإمكانكم أن تعودوا إلى بيوتكم بقرار من حماس وليس من نتنياهو”.وجاء اتفاق التهدئة بعد 51 يوما من بدء إسرائيل حرب دامية على قطاع غزة أسفرت عن نحو 2140 شهيد فضلا عن إصابة أكثر من 11150 جريح.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات