+ -

 واحد، مثلي، ممن لا يفقهون في الشأن الروائي. تقتصر انطباعاتنا، نحن المستهلكين، بعد أن نرى لوحة أو نُـنهي رواية، بالقول بأنها أعجبتني أو لم تعجبني. مع استحالة تبرير ذلك، كما يفعل جهابذة النقد.ومع نهاية القرن الماضي وبداية هذا، أصبحتُ أشعر بالغربة. فالألحان التي كان من المفترض أن تهزّ شيبي، أصبحت تقرفني وقد استُلِخف خليفي ووهبي بخالد والجنيّة.ومع غياب علّولة جاء خلط قيل إنه مسرح لا نسيج لحبكة فيه ولا عقدة. أما الخربشة التي تقدّم على أنها آخر صرعات الرسم، فحدث دون حرج. ****نهاية القرن الماضي وُلد جنس جديد في الرواية، غيّب ”هيميغنواي” و«آرتور كستلار” وأمين معلوف، في العالم. وفي الجزائر تم نسيان الجيلالي خلاص وزهرة ديك وحبيب السايح وحتى محمد ديب. يمكنني أن أسميه ”جنس رواية ما بعد سلمان رشدي”.والرواية ”ما بعد سلمان رشدي”، وظف أصحابها فنا جديدا هو التملق للغرب الصهيوني المؤبلِس للإسلام والمتهكِم بالعروبة. وأصبح همّ أي حالم بالعالمية هو التوصل إلى افتكاك فتوى من أي شيخ نكرة، فتوى تهدر دمه ليتم تنصيبه على منصة الانطلاق نحو الجوائز والعالمية. شهادة يقدمها كتعويض عن تقصير وقصور في فن الرواية. وهكذا وقفنا على مزايدات، أيهم يقدح أكثر في الإسلام، ومن يسب العرب أكثر. وكانت الغلبة للمعربين، كونهم أكثر المتملقين اطلاعا على القمامات العربية الإسلامية، فكان لهم ما أرادوا من خلال توظيف ضعاف الأحاديث في ”الصحيح”، وإخراج آيات من سياقها التاريخي.**** وهكذا اصطف طابور طويل فيه رشيد بوجدرة وأمين الزاوي إلى جنب صنصال. شخصيا، قرأت كل أعمال ياسمينة خضرة، ولم أكمل رواياته عن كابول وبغداد وتل أبيب. ثلاث روايات شعرت أن الرجل لا يكتب لي، بل يكتب ما يتوقع منه ناشروه في الغرب.وعندما قرأت لأنور بن مالك روايته الأولى، ”لودميلا”، توقعت أن يكون لنا، في القريب العاجل، ”جوزيف كيسال” جزائري. لكني صعقت وأنا أقرأ آخر إصداراته، التي لن أذكر عنوانها، فيها مقاربة، ”فيدباك” تطابقية، بين مجاهدي حرب التحرير وإرهابيي الزوابري.سذاجتي وأسفي متأتيان من كوني اعتقدت أن مولسهول وبن مالك في غير حاجة إلى ”مصعد سلمان رشدي” للارتقاء إلى العالمية، وقد وصلها كيمال التركي بوصفه لمعاناة جدته في قريته الصغيرة.لعل القرف الذي يصيبني من هؤلاء مردّه تقززي الفطري من جميع أصناف ”الحرْكى”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات