38serv

+ -

أكّد المشاركون في أشغال الندوة الوطنية حول العنف في الملاعب الجزائرية التي اختتمت أول أمس، بقاعة الشيخ البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج، في أعقاب المداخلات المتنوّعة للفاعلينفي الوسط الرياضي، على أن ظاهرة العنف في الملاعب هي ظاهرة اجتماعية واقتصادية وسياسية تتطلب لمحاربتها مشاركة مختلف الأطراف الفاعلة. أجمعت كل مداخلات المشاركين من رؤساء للأندية المحترفة وحكام دوليين سابقين وأساتذة في علم النفس الرياضي والاجتماعي إضافة إلى ممثلين عن الأمن ورجال الإعلام، على أن اختلاف أشكال العنف هي حصيلة لأسباب عديدة تبدأ من الأسرة وتمتد إلى المدرسة والشارع فوسائل الإعلام إلى الملاعب، لذلك طالب المحاضرون في الندوة الوطنية بضرورة عدم الاكتفاء بسن القوانين للحدّ من حوادث العنف، مستدلين في ذلك باستمرار الظواهر السلبية في ملاعبنا، بالرغم من الإجراءات المتخذة من قبل.وأشار المتدخلون في الندوة إلى أن ظاهرة العنف باتت تعيق مسيرة المنظومة الرياضية في الجزائر، بل تهدّد، حسبهم، الأمن والاستقرار في البلاد، إلى ذلك عمل المشاركون في أشغال الندوة الوطنية حول العنف، على إثراء النقاش قبل إصدار مجموعة من التوصيات التي تضمّنت سبل ووسائل مجابهة ظاهرة العنف في الملاعب، والتي سترفع إلى الهيئات العليا في الدولة، حيث خلص المشاركون في الندوة الوطنية إلى التوصيات التالية أهمّها، ضرورة الإسراع في تطبيق دفتر الشروط المتعلّق بالنوادي المحترفة، لاسيما توفير الأمن في الملاعب وتجهيزها بكاميرات مراقبة مع التأكيد على تكوين وتأهيل أعوان الملاعب المكلفين بالأمن، إضافة إلى تحسين ظروف وشروط استقبال المناصرين على مستوى المنشآت والمرافق الرياضية، مثلما أكّدت لجنة صياغة التوصيات على ضرورة إنشاء بطاقية للمناصرين المشاغبين مع تشديد العقوبات على مثيري الشغب وتطبيق السن القانون لدخول المناصرين للملاعب.تفعيل لجان الأنصار وتكوين أعوان الملاعبوامتدت التوصيات لتشمل الأندية المحترفة بإلزامهم بالشروع في سياسة زرع ثقافة الروح الرياضية من خلال إبرام اتفاقيات توأمة بين النوادي الرياضية، إلى جانب الاهتمام بتفعيل دور لجان الأنصار وتوعية الجماهير الرياضية نحو السلوك الإيجابي للتعامل مع ثقافة الفوز أو الخسارة في المنافسات الرياضية، كما أكّدت توصيات الندوة الوطنية على ضرورة المتابعة القضائية لأصحاب التصريحات النارية المحرّضة على العنف، وفي الأخير كان لوسائل الإعلام المختلفة نصيب من التوصيات أبرزها التوعية في المجتمع لمعالجة المشاكل المتنوعة دون نسيان تعزيز التعاون والتنسيق بين وزارتي الرياضة والشؤون الدينية والأوقاف للتحسيس بظاهرة العنف بمختلف أشكالها من خلال تعزيز دور الإمام والمؤسسة المسجدية في أي عملية تساعد على الحد من ظاهرة العنف الرياضي.ويأمل المنظمون والمشاركون في الندوة الوطنية حول العنف أن تتبنى الهيئات العليا في البلاد هذه التوصيات قصد اتخاذ الإجراءات الضرورية للقضاء على هذا الورم الخبيث الذي أصاب الكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: