+ -

 الحجّ لغة القصد إلى معظّم، وفي الشّرع الإسلامي قصد البيت الحرام بمكة للعبادة. والحجّ من الشّؤون الدّينية الّتي كانت تعرف من لدن أقدم العصور عند جميع الأمم. وكان العرب قبل الإسلام يحجّون إلى البيت الحرام الّذي بناه إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السّلام في مكة المكرمة. فلمّا جاء الإسلام أقرّ الحج ولكنّه لم يدعه على ما كان عليه في عهد الجاهلية، فإنّ بعض العرب كانوا يطوفون بالبيت الحرام عُراة الأجساد مشبّكين بين أصابعهم يصفرون ويصفّقون، وقد سجّل الله عليهم هذه الحالة فقال مستنكرًا: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَة} الأنفال:35.

إنّ بيت الله الحرام ليس تركة يرثها الخلف عن السّلف. إنه بيت الله يرثه أولياء الله المتّقون لله، ومثله دعواهم أنّهم ورثة إبراهيم عليه السّلام. فوراثة إبراهيم ليست وراثة دم ونسب، إنّما هي وراثة دين وعقيدة، والمتّقون هم ورثة إبراهيم وبيت الله الّذي بناه لله، فإذا هم يصدّون عنه أولياءه الحقيقيين المؤمنين بدين خليل الله إبراهيم. إنّهم ليسوا أولياء لهذا البيت وإن كانوا يصلّون عنده صلاتهم، فما هذه بصلاة! فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّه قال: ”إنّهم كانوا يضعون خدودهم على الأرض ويصفّقون ويصفّرون”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: