صدر عن دار الوعي الجزائرية كتاب للأستاذ الشيخ محمّد سُكحال المجّاجي بعنوان ”المُهَذَّب من الفقه المالكي”، في ثلاثة مجلّدات فاخرة، وقد نَسَل فيه ممّا تيسَّر له من مصنّفات في هذا المذهب الجليل، دون أن يُقلِّد فيه كتابًا بعينه أصلاً له، لا في متنه ولا في شرحه.أجهد الأستاذ محمّد سُكحال نفسه في تهذيب فقه إمام دار الهجرة أحكامًا وأدلة، ليكون ”لبنة في بنيان شامخ، وخطوة في طريق طويل”، سالكًا فيه طريقة المتون المجرّدة، حيث لخَّص مادته الأوّلية من ”الإرشاد” و ”التّلقين” و ”عقد الجواهر” و ”أقرب المسالك” وغيرها من المتون المعتمدة، واضعًا ”تلك المادة الملَخّصة في صورتها المناسبة، على وفق ما يقتضيه المنهج المنطقي من التّفصيل والتّسلسل”.وقد جعله المصنّف كتبًا، كلّ كتاب منها يندرج تحته جملة من الأبواب، وفصّل الأبواب فصولاً، محاولاً ترتيب الأبحاث في جملتها وتفصيلها ترتيبًا يجعل القارئ له بإمعان وذكاء يشعر أنّه يسير في خُطى متتابعة ينبني لاحقُها على سابقها من غير إقحام ولا اختلال.وبذَل الشيخ سُكحال جهدًا آخر في تسهيل لغة هذا الكتاب ألفاظًا وتراكيب تسهيلاً لفهم معانيه، حتّى أنّه عبَّر عن بعض المعاني بغير مصطلحاتها الشّهيرة إتمامًا للفائدة ومبالغة في تقريبه من الأفهام. كما بَنى المصنَّف على المشهور من الأقوال، ولا يَذكر خلافًا في المتن، وإذا لم يذكُره في الهامش فذلك دليل على أنّ ما ذكره هو المعتمد، ولا يَذكر الخلاف إلاّ إذا كان قويًّا نقلاً أو دليلاً. واعتمد في تخريج أدلّته الّتي علّق عليها في الهامش على كتب الأدلّة المصنّفة في المذهب، كـ ”المعونة” و ”الإشراف” و”الذَّخيرة”، بالإضافة إلى الكتب الّتي عنيت بآيات الأحكام وأحاديثها، كتفسير القرطبي وابن العربي، والموطأ، وسائر كتب السُّنَّة وشروحها، وخاصة كتاب ”التّمهيد”. كما حاول الأستاذ المَجّاجي في هذا الكتاب الّذي انتهى من تأليفه قبل 13 سنة بدمشق الشّام، أن يقتصر على الأحكام العملية جهد الاستطاعة، فتحاشى نوادر المسائل وغرائبها ودقائقها وما هو منها أشبه بالخيال منه بالحقيقة، مقلِّلاً من ذِكر أحكام العبيد إلاّ ما تدعو إليه الضّرورة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات