38serv
هل تعود معنا لحادثة محاولة اغتيالك؟ في حوالي العاشرة والنصف ليلا، سمعت دقا قويا على باب منزلي يرافقه ضجيج وكلام غير مفهوم، وحين فتحت الباب فوجئت بثلاثة مسلحين ملثمين، بسرعة قمت بغلق الباب، حينها أطلقوا علي النار من خلف الباب، فهرعت إلى المدرج الآخر محاولا الفرار منهم، ودخول بيت الجيران عبر السطح، لكني لم أتمكن من العبور وسقطت من علو 5 أمتار مرتطما ببقايا البناء في الأسفل، لكني لزمت الصمت رغم الألم، كي لا يكتشف أمري. وحسب ما أخبرتني الزوجة، اقتحم المسلحون البيت وأمروا زوجتي وأبنائي بالانبطاح أرضا، ثم كسروا الأبواب وفتشوا المنزل، تحت سخط وضغط المواطنين الذين اتصلوا بمصالح الأمن، ما جعلهم ينسحبون دون تحقيق هدفهم، حينها أيقنت أنهم كانوا مصممين على اغتيالي.لماذا استهدفوك أنت بالضبط؟ في مداخلتي الأخيرة بالمجلس التأسيسي، تطرقت فيها بشكل مفصل إلى الإرهاب في القصرين، وضرورة وضع مخطط محكم لمواجهة الجماعات المسلحة في تلك المنطقة باعتبارها الجبهة الأولى في مواجهة الجماعات المسلحة، لأنها متاخمة لجبل الشعانبي الذي يعشش فيه الإرهاب، كما أنهم استهدفوني لأني شخص معروف بمعارضتي للتطرف الفكري، وعليه أرادوا إسكاتي والتخلص مني. كما أننا في المجلس التأسيسي، هذه الأيام، عاكفون على مناقشة مشروع قانون مكافحة الإرهاب، وهو الآن في الفصل الثلاثين، وهو ما يزعج هذه الجماعات في ممارسة نشاطها الإرهابي وتوسيعه.من تعقدون أنه كان وراء العملية؟ اختلطت الأمور في تونس ولم نعد نعرف من يستعمل هذه الجماعات ولصالح أي طرف تعمل، خاصة في المناطق الحدودية التي فرضت فيها منطقها في ظل غياب أمني ملحوظ، في الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون عمليات تمشيط رادعة وفعالة.إذن الأمن غير متوفر في ولاية القصرين؟ يدور جدل كبير حول هذا الموضوع، سواء وسط المواطنين أو البرلمانيين، فنحن نتساءل في كل مرة أثناء الاعتداء على دوريات الأمن أو المواطنين أو حتى الاغتيالات السابقة، لماذا يصل أفراد الأمن دائما متأخرين وبعد حدوث العملية، رغم أن العناصر الإرهابية تأخذ وقتا كبيرا في تنفيذ عملياتها، وهذا ما يحيلنا على تساؤلات حول سبب هذا التأخر.بخصوص الانتخابات المقبلة، لماذا انسحبت من حزب “نداء تونس”؟ قدمت استقالتي من حزب “نداء تونس”، بعدما انعدمت الشفافية بين القيادة والهياكل القاعدية، بالإضافة إلى أن اختيار القوائم أصبح يستند إلى معايير مادية ومالية، وليس على الكفاءة والنضال في الحزب، ما أثار سخطا في صفوف الحزب الذي يشهد عدم تنظيم، وهو الخطأ نفسه الذي وقع فيه الحزب الديمقراطي التقدمي وأحزاب أخرى.بالنظر إلى وضعيتك الصحية، هل ستقوم بالحملة الانتخابية بنفسك؟ نعم، سأحاول خوض الحملة الانتخابية بنفسي، رغم أنني مرهق معنويا وجسديا، بعد ما تعرضت له، لكني سأناضل ضد التطرف مهما كان ذلك مكلفا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات