+ -

«فلسطين الشهداء” هي جملة ظل الشعب الجزائري ينشدها في مدرجات الملاعب وكل التجمعات الشعبية وفي المدارس والجامعات، وحتى في المساجد ودعاء في الصلوات، فهذا الحب ليس مولودا من فراغ بل هو ترجمة لترابط الوثيق بين الشعبين. فالعلاقة التي تجمعنا بأشقائنا الفلسطينيين هي علاقة نسب وأخوة وأصحاب دين واحد فصلتنا أقوى من كل شيء.فطالما كانت القضية الفلسطينية تشكّل اهتماما كبيرا لرؤساء الجزائر، وتجلى ذلك بفتح أول مكتب لحركة فتح الفلسطينية في الجزائر سنة 1964. وتدريب ضباط فلسطين في كلية شرشال، وإرسال شحنات سلاح إلى “فتح” عبر سوريا، تحضيرا لثورة الفلسطينية 1965، وإنشاء إذاعة لها في الجزائر 1970. كما أنها أول دولة تعترف بفلسطين في مؤتمر المنعقد في الجزائر 15 نوفمبر1988، وأيضا ترتيب زيارة الراحل ياسر عرفات للأمم المتحدة سنة 1974، والمشتركة في الحروب العربية الإسرائيلية، ودعم القضية الفلسطينية في مؤتمر الرابع لحركة عدم الانحياز، الذي قرر اعتبار الصهيونية “حركة عنصرية”. فالحركة الصهيونية ورم خبيث ظهر في مؤتمر “بال” بسويسرا سنة 1897، مؤسسها الصحفي النمساوي اليهودي الأصل “تيودور هرتزل”، وعمل زعماؤها على المطالبة بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، والذي ساعدها في ذلك للأسف الدول العربية الشقيقة بسياساتها الفاشلة وإفراطها وتبذيرها للمال العام، دون توجيهه لدعم المقاومة فيها بصرف المليارات على الألعاب النارية لاستقبال رأس السنة الميلادية كما فعلت الإمارات.. دون مراعاة مشاعر الأمة الفلسطينية.فغباء زعمائنا وملوكنا ورؤسائنا جعلنا نتمنى أن يولد لدينا رجل بحجم “ونستن تشرشل”، الذي اشتهر بذكائه الشديد ومهاراته العالية على مستوى تسيير العلاقات الدولية، كما كان أديبا فجمع بين السياسة والأدب، ليتربع على كرسي الحكم لاتحاد الدول العربية، ولكن يبقى حلما بعيد المنال..وجد الفلسطينيون أنفسهم أوحادا متفرقين دون عتاد وسلاح يجعلونه كوسيلة لتحقيق الاستقلال، بعد فشل الجهود السياسية من قبل الدول العربية “الذين اتفقوا يوما على أن لا يتفقوا”، فما كان للشعب الفلسطيني إلا خيار الانتفاضة، التي هي شكل من أشكال المقاومة الشعبية التي ابتكرها ضد الوجود الإسرائيلي وتقوم على المظاهرات والمقاطعة للبضائع اليهودية والمواجهة المباشرة مع جيش العدو.. لكن “بقيت الخالة ريمة على حالتها القديمة”.توفي غاندي فلسطين في ظروف غامضة ولم يستطع افتكاك الاستقلال، رغم أنه كان مناضلا ومكافحا ضد الوجود الصهيوني لأنه كان وحيدا. فهل يا ترى ترك الشهيد ياسر عرفات من يحمل مشعل المقاومة؟ مثلما كان جواهر لالا نهرو تلميذا لغاندي..

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات