38serv
يزور رئيس حزب الوطن الليبي المثير للجدل، عبد الحكيم بلحاج، الجزائر خلال الأيام القليلة القادمة، لمناقشة الوضع في بلاده والاستماع إلى نصائح المسؤولين الجزائريين حول سبل إنهاء الفوضى وتحقيق السلم والاستقرار في ليبيا، حسبما أكده لموقع “إرم” الإخباري.وقال عبد الحكيم بلحاج، الرئيس السابق للمجلس العسكري في طرابلس، في تصريحات لشبكة “إرم” إن “زيارته إلى الجزائر ليست رسمية”، موضحا أنه سيلتقي خلالها بعدد من المسؤولين الجزائريين لمناقشة عدة ملفات، والاطلاع على تجربة بلدهم في مجالات تأمين الحدود، وبسط الأمن والاستقرار.وأوضح بلحاج أن هذه الزيارة “تأتي امتدادا لزيارة سرية قام بها إلى الجزائر في وقت سابق، التقى خلالها بمسؤولين في وزارتي الخارجية والداخلية”، حسب شبكة إرم.وأكد على أن حزبه “مستعد للجلوس إلى طاولة الحوار مع مختلف الأطراف الليبية، لإنهاء حالة الفوضى التي تشهدها البلاد”، مبديا رفضه لأي تدخل أجنبي. جدير بالذكر أن السلطات الجزائرية تجري عدة اتصالات مع أطراف الصراع في ليبيا لإنهاء الأزمة الأمنية في هذا البلد الجار، بالتنسيق مع الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، ومن أجل ضبط الأمن على الحدود بين البلدين والتي تمتد على طول 982 كم، خاصة بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس، وتراجع كتائب الزنتان إلى مواقعها في جبل نفوسة بعد أن كانت تتكفل بتأمين الحدود مع الجزائر، ما يعني إمكانية تدفق مزيد من الأسلحة والمتشددين إلى الجزائر عبر الحدود مع ليبيا. كما أن بعض التسريبات الإعلامية تتحدث عن دور يمكن أن يكون عبد الحكيم بلحاج قد لعبه في إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين في مالي. ورغم أن نشاط عبد الحكيم بلحاج العسكري توقف مع تأسيسه حزب الوطن واهتمامه بالمجال السياسي، حيث ألقى محاضرات وأجرى حوارات في بريطانيا وفرنسا وظهر أنه أكثر انفتاحا مما كان يسوق إعلاميا، خاصة بعد قبوله مبدأ التداول على السلطة ديمقراطيا، إلا أن نفوذه العسكري في طرابلس لازال محل تساؤل. ولم يظهر اسم عبد الحكيم بلحاج خلال المعارك التي جرت في طرابلس والتي قادتها كتائب قبيلة مصراته بالتنسيق مع غرفة عمليات ثوار ليبيا وقبائل الغرب ضد كتائب الزنتان والقبائل التي كانت متحالفة مع القذافي، إلا أن مجلة “جون أفريك” الفرنسية قالت مؤخرا “إن السلطات الجزائرية طلبت من الشيخ راشد الغنوشي التدخل لدى الحكومة السودانية لوقف تمويل الجهادي السابق عبد الحكيم بلحاج في طرابلس”، على حد قولها. وأكدت مواقع إخبارية أن طائرة سودانية محملة بالأسلحة أفرغت حمولتها في مطار الكفرة في الجنوب الشرقي لليبيا والتي تسيطر عليها كتائب شهداء 17 فبراير التابعة لمجلس شورى بنغازي وعملية فجر ليبيا في طرابلس، كما تحدثت مصادر أخرى عن إرسال طائرة عسكرية سودانية محملة بالأسلحة إلى مطار معيتيقة العسكري في طرابلس والذي تسيطر عليه كتيبة “إسلامية” محسوبة على عملية فجر ليبيا. وكان شقيق الرئيس السوداني الجنرال عبد الله حسن البشير قد أكد لـ«الخبر” قبل سنتين دعمهم للثورة الليبية بالأسلحة وبالخبراء وفنيين عسكريين سودانيين لإسقاط نظام القذافي عبر منطقة الكفرة القريبة من الحدود المشتركة للبلدين. غير أن عبد الحكيم بلحاج الذي استبدل البدلة العسكرية بأخرى مدنية له خصومة قديمة مع كتائب الزنتان، عندما كان رئيسا للمجلس العسكري لطرابلس، حيث أوقفه مقاتلون تابعون لكتائب الزنتان في مطار طرابلس الذي كان تحت سلطتهم قبل أن يسمحوا له في الأخير بالسفر، وكانت تلك أول إشارة إلى أن بلحاج لا يسيطر على جميع الثوار في طرابلس. غير أن ذلك لا يمنع أن العديد من الكتائب خاصة الإسلامية منها تخضع لنفوذ عبد الحكيم بلحاج، الذي يعد أحد قادة الجماعة الإسلامية المقاتلة التي حاولت اغتيال العقيد معمر القذافي، والتي قضى عليها في الجبل الأخضر شرق ليبيا، ومعروف أن بلحاج قاتل السوفيات في الثمانينات عند احتلالهم أفغانستان، وزار عدة بلدان لكن تم توقيفه في 2004 في ماليزيا بتنسيق مع المخابرات الأمريكية التي سلمته إلى ليبيا أين تعرض للتعذيب على أيدي المخابرات البريطانية، قبل أن يطلق سراحه بعد سبع سنوات قضاها في سجن أبوسليم الشهير بعد مراجعات فكرية قادها الشيخ علي الصلابي والشيخ يوسف القرضاوي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات