السيّدة أمّ عَمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية، صحابية من الخزرج، شاركت في عدد من غزوات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبعض معارك حروب الرّدة، وتوفيت رضي الله عنها سنة 13ه.تنتمي أمّ عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجار إلى بني الخزرج، وهي القبيلة الّتي سكنت يثرب قبل الإسلام، وبالتّحديد من بطن بني النّجار أخوال عبد المطلب بن هاشم جدّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.تزوّجَت أمّ عمارة قبل الإسلام زيد بن عاصم الأنصاري وهو من الصّحابة الّذين شهدوا بيعة العقبة وبدر ثمّ أحد، وأنجبت له ولديه حبيب الّذي شهد بيعة العقبة وأحد والخندق وباقي الغزوات، وعبد الله الّذي أجهز على مسيلمة بن حبيب بسيفه في معركة اليمامة بعد أن رماه وحشي بن حرب، واستشهد يوم الحرة سنة 63ه. ثمّ تزوّجت أم عمارة من بعده غزية بن عمرو الأنصاري، وكان أيضًا ممّن شهد بيعة العقبة وأحد، وهو أخو سُراقة بن عمرو، وأنجبت له ضمرة الّذي قتل في موقعة الجسر، ولأمّ عمارة ولد آخر يدعى تميم يختلف كتاب السير في نسبته إلى زيد بن عاصم أم لغزية بن عمرو.وكانت أمّ عمارة من أوائل أهل يثرب دخولاً في الإسلام، فقد كانت إحدى امرأتان بايعتَا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في بيعة العقبة الثانية. ولمّا هاجر النّبيّ الكريم إلى يثرب، كانت أمّ عمارة من المخلصات في نشر الدّين، فشاركت في غزوة أحد مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، لتسقي الجرحى وتطبّبهم، لكنّها بعد أن دارت الدّائرة على المسلمين قاتلت هي وزوجها وابناها دفاعًا عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وأبلت بلاء حسنًا وجُرحت 13 جُرحًا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فدعَا لهم النّبيّ أن يكونوا رفقاءه في الجنّة.توفّيت أمّ عمارة رضي الله عنها بعد معركة اليمامة بعام متأثّرة بجراحها في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، ودفنت في البقيع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات