”أرشيف التسيير والقضاء طمر في أقبية العمارات أو أحرق”

 قال الدكتور علاوة عمارة من جامعة الأمير عبد القادر في قسنطينة، إن الجزائر بموجب اتفاقيات ”إيفيان” تحصلت على الأرشيف الخاص بالمدن والمديريات المالية وأملاك الدولة والبلديات، وأخذت فقط أرشيف الحكومة العامة الفرنسية في الجزائر الذي هو من حقها وما يتصل به من عمالات وأجهزة أمنية والجيش، وكل ما يتعلق بالاستعلامات العامة بعد عام 1953. وأشار إلى أن ما تروج له بعض الأطراف بخصوص أخذ فرنسا للأرشيف مجرد أكاذيب، بدليل أنه بقي مطمورا في الأقبية، وآخر أحرقه حراس المؤسسات العمومية طلبا للتدفئة بسبب جهلهم لقيمته. وبرّر الأستاذ عمارة في حديثه لـ«الخبر” على هامش يوم دراسي حول الألقاب والأسماء، ولكن في تاريخ الجزائر المعاصر، الذي نظم أول أمس، من قبل ”مخبر الدراسات اللغوية والأدبية” بجامعة ڤالمة، قوله بكون السلطات الاستعمارية عادة تضع نسخا تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة عن مختلف الوثائق، وهو ما أبقى الكثير من الوثائق محفوظة محليا، غير أن هذا الأرشيف أتلف بعد الاستقلال نتيجة عوامل مختلفة، وضرب مثلا في ذلك أرشيف ولاية ڤالمة الذي قالت السلطات المحلية بشأنه مؤخرا إن فرنسا أخذت معها مخطط المدينة، وأن جزءا منه أتلف ورمي به في المزبلة والآخر استولى عليه بعض الأشخاص عمدا.وأضاف الأستاذ وهو خريج جامعة ”السوربون” الفرنسية، بخصوص الأبحاث التي أجراها حول أرشيف بلدية ”بيزو” سابقا، ”ديدوش مراد” حاليا الواقعة بولاية قسنطينة، أنه تمكن من الحصول عليه من الموظفين والعاملين القدامى في البلديات والدوائر الحكومية المختلفة، وقال إن أجزاء هامة منه أحرقها حراس بهذه المؤسسات بغرض التدفئة، وإن فرنسا تركت أرشيف التسيير كله وأرشيف القضاء الذي تم تجميعه حاليا بمركز في قسنطينة، ويبقى، حسبه، الجهل بأهمية هذه الوثائق وقلة البحث فيها من أسباب ضياعها، مشيرا إلى أن كل ما يتعلق بتسيير المدن من حنفيات وطواحين للماء وشبكة الري وغيرها موجودة في أماكن مطمورة، حيث كل العقود وما يتصل بأرشيف المعاملات كله منذ سنة 1848 إلى غاية 1920 كله مازال في الجزائر.وأشار الدكتور عمارة إلى كتاب له سيصدر بمناسبة قسنطينة عاصمة الثقافة الإسلامية، تحت عنوان ”من عالم الدوار إلى البلدة الريفية: تاريخ منطقة بني حميدان من أقدم العصور”، يستند فيه إلى وثائق أرشيفية بنسبة تسعين بالمائة، تعود جذورها للفترة العثمانية حتى الاستقلال، وأضاف بأن الحديث عن عدم توفر الأرشيف هو مجرد تلاعب إعلامي.