"مجندات البيشمركة".. ليس بالأمر الجديد الذي ابتدعته سيدات العراق في حماية وطنهن، والوقوف في وجه تنظيم "داعش" الذي سيطر على مناطق عدة من الدولتين العراقية والسورية. تأسس أول تنظيم للمرأة الكردية عام 1987، وأطلق عليه "اتحاد النساء الوطنيات الكردستانيات". اعتبر هذا التنظيم أول تنظيم نسائي عبر عن القوة المنظمة للمرأة داخل الجيش، والذي سار على نهجه أكثر من جيش أوروبي، والذين لم يستطيعوا تجاوز قدره المرأة الكردية في خصائصها الاجتماعية، أو حتى المساهمة عمليًا بما يوازي التنظيم ومتطلباته، والذي ظل محصورًا عمليًا في ساحة أوروبا، وبات تكوينه سريعًا جراء تنظيم وتطوير الالتحقات المتزايدة من قبل المرأة في صفوفه، على أسس راسخة منها التدريب الأيديولوجي العميق.شبت العديد من المشكلات في هذا التنظيم جراء الاغتراب والانضمام غير المحترف، والذي أدى بدوره إلى تهميش دور المرأة في هذا المجال، لكن أدت توجيهات وتحليلات عدد من القيادات في تلك الفترة إلى جذب المرأة إلى الصفوف مرة أخرى، وزيادة وعيها الوطني، وتوثيق أواصرها بمقدسات الوطن والشعب، ومطالبتها بالحرية، بجانب ارتباطها بالوطن وقيمه، وتطويرها.زاد اشتراك المرأة في الجماهير الشعبية بسرعة كبيرة، وذلك بعد استشهاد "بنفش أكال" في عام 1987، والتي التحقت بالثورة لتشبثها بالحرية، ومن ثم، حثت الجماهير على بدء مرحلة "الانتفاضة" لأول مرة، وأصبحت "بريفان" رمزًا للمرأة المتحررة من هيمنة الرجل، سواء كان أبا أو أخا أو زوجا، ورمزا للرد على محاولات سلب الإرادة وامتصاص القوة التي كانت تتعرض لها المرأة الكردية.حققت المرأة العراقية قوة كبيرة وانفتاحات ملحوظة بعد عام 1990 من خلال انتفاضات جماهيرية وتصاعد ملحوظ في الالتحاق بالانتفاضات، بجانب تجلي قوة المرأة نتيجة انضمامها إلى الحرب، وإبدائها بطولة ومقاومة وتضحية أو نيلها للشهادة في صفوف الجيش.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات