“داعش” تمنع مقاتليها من استعمال آلات التصوير وتتوعد المخالفين

+ -

 تحول استغلال الصور ومقاطع الفيديو من وسيلة منهجية تستغلها منظمة “داعش” لتصدير الرعب، إلى نقطة ضعف خطيرة قد تؤدي في النهاية إلى تسريع عملية تدمير المنظمة الإرهابية الأعنف في تاريخ الشرق الأوسط. ويبدو أن أمراء “داعش” أدركوا خطورة الانتشار الواسع لآلات التصوير بين مقاتلي التنظيم، فقرروا مراجعة منهجية تصدير الرعب.قرر تنظيم “داعش” منع أعضائه ومقاتليه من استعمال مختلف آلات التصوير، وأشار أمر صادر عما يسمى بـ”اللجنة العامة”، في تنظيم الدولة الإسلامية، إلى أنه يمنع منعا باتا التصوير إلا من قبل المكلفين بذلك في إطار رسمي، وتوعدت اللجنة كل من يخالف ذلك بـ”المساءلة والمتابعة”.ونشر أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام صورة لبيان صادر تحت عنوان “التعميم رقم 10 عن تنظيم داعش”،عبر مواقع تواصل اجتماعي، يمنع فيه أعضاء التنظيم من استعمال مختلف آلات التصوير أثناء المعارك. وقال العضو القيادي في التنظيم، “أبو قتادة الرامي” على حسابه عبر “تويتر”: “لقد أساء بعض المجاهدين، غفر الله لهم، للدولة عبر تصوير مشاهد ما كان لها أن تذاع أو يطلع عليها غير رجال الدولة”. وأضاف في تغريدة ثانية: “يجب على رجال الدولة وأمرائها تفتيش معدات التصوير قبل وبعد صولات المجاهدين”. وقال “أبو مجاهد اليوسفي”، أحد المقربين من التنظيم، في تغريدة ثانية في نفس الحساب عبر “تويتر”: “إن الأعداء المتربصين بالجهاد والصحوة الجهادية المباركة استغلوا كثيرا أخطاء بعض المجاهدين ونشرهم صورا لا يجوز نشرها”.ويعبر هذا التراجع عن استغلال الصور والتسجيلات المصورة لدى تنظيم “داعش”، في عملية الحشد المضاد للتنظيم من قبل الدول المتحالفة ضده خاصة صور الإجهاز الجماعي على الأسرى، ويقول هنا الدكتور عيسو محمد، المختص في الإعلام والاتصال والمحاضر بجامعة نيس الفرنسية: “من خلال فحص المواد الإعلامية التي نشرها تنظيم “داعش” يتضح أنها تنقسم إلى نوعين رئيسيين، صور وتسجيلات تم تصوريها وإخراجها من قبل مختصين يعرفون كيفية استغلال الصورة والصوت، وصور أخرى التقطها هواة، وتكمن المشكلة بالنسبة للتنظيم في النوع الثاني من الصور التي يؤدي نشرها إلى نتائج عكسية في إطار الرسالة الإعلامية التي رغب تنظيم “داعش” في نشرها “. ويضيف المتحدث، “في بعض الحالات، وأذكر منها فيديو للأسرى من الجيش السوري بعد سيطرة تنظيم “داعش” على مطار الطبقة العسكري، حيث يظهر أسرى سوريون يرتدون ملابس داخلية وسوقهم في صحراء قاحلة، وهو ما يعارض العقيدة السلفية في جزئية عورة الرجل، كما يدفع الفيديو أعداء التنظيم للاستبسال في قتالهم بدلا من التسليم”. ويختم الدكتور كلامه بالقول إن التركيز على جانب واحد في الرسالة الإعلامية قد يؤدي إلى نتائج عكسية. في ذات السياق، يقول الدكتور محيي الدين عمار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ورڤلة بالجزائر: “أعتقد أن منع التصوير لا يحتاج إلى قرار، لأنه يدخل في صميم الانضباط العسكري، وتمنع كل الجيوش والمنظمات السرية التصوير في إطار إجراءات الأمن”. ويضيف المتحدث: “أنا شخصيا متأكد أن كل الصور وتسجيلات الفيديو الصادرة عن تنظيم “داعش” تم فحصها في أرقى أقسام تحليل الصور في مخابرات الدول الغربية وحتى العربية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات