صف لنا رحلة وصولك لغزة وما أريته فيها؟ أمر صعب كثيرا، الإجراءات معقدة جداً والموافقة تأتيك بعد جهد كثير، لما تدخل أول شيء تفرح أنك وضعت قدميك في هذه الأرض المباركة وبعدها تكتشف آثار الدمار وهو موجود في كل مكان موجود في العمارات خاصة في بعض الأحياء، زرت الشجاعية وخزاعة الدقة أو شيء مثل هذا، أرى دمارا هائلا، أنا والله كنت أظن أني أرى فيلما أرشيفيا من الحرب العالمية الثانية، تدمير هائل إلا في هذه المنطقة مازال حروب الاستعمار القديم لازالت موجودة هنا، مناطق أو أحياء أو عمارات بعشرة طوابق أو أكثر تدمر مرة واحدة، هذا شيء ما كنت أتصوره، ممكن أباؤنا وأجدادنا في وقت الاستعمار الفرنسي عايشوا هذا ولكن نحن هذا بالنسبة لنا أرشيف لا نراه إلا في الأفلام غير الملونة، أفلام الأبيض والأسود، الأفلام القديمة أنا الآن هنا في غزة شيء فظيع.هل المستشفى الجزائري يعلم بوصول الوفد الطبي وخاصة أن هيئة العلماء المسلمين الجزائريين الحاضنة لهذا المشفى؟ حتى الأمس زرت المستشفى العسكري الجزائري في عبسان تجد لافتة كبيرة تقول “نعلمكم أن الوفد الجزائري سيأتي إلى هذا المستشفى وأصحاب الحالات الصعبة والحرجة عليهم أن يعلموا المستشفى حتى يمكن الفحص عنهم مع هذا الوفد الطبي الإجراءات موجودة”، ووجدت أن المستشفى مهيأ ونُظف خصيصاً لاستقبال الوفد الجزائري، نقطة مهمة نحن وجزء من الوفد الطبي الذي دخل غزة من أصول جزائرية نعيش في فرنسا ودخلنا بصفة رسمية كوفد فرنسي، ولكن قلوبنا وأرواحنا دائماً تبقى جزائرية، الروح الجزائرية هي التي حركتنا، والحمد لله الفلسطينيون يرون أننا جزائريون وهم يقولون أنتم جزائريون والأطباء جزائريون وهم فرحون كثيرا، لأن أفرادا من أصول جزائرية تعيش في أوروبا تتحرك وتنظم وفودا طبية.ما هي أبرز مهام الوفد الطبي الجزائري الفرنسي؟ أكبر العمليات كانت عمليات جراحة العظام، وجدنا أن هناك كثيرا من الناس فقدوا أعضاء من الجسم، بتر أقدام أو بتر الأيدي وأشياء مثل هذا، هو جاء ليعيد النظر في بعض الحالات الصعبة، يوجد بعض الحالات نقلت إلى الخارج ومصر وتركيا ودول أخرى، وجدنا بعض الحالات تنتظر الموافقة حتى ترحل إلى الخارج، الحمد لله الوفد الطبي بما أن فيه ثلاثة أطباء اختصاصيين في العظام من الطراز الأول وهم أجروا بعض العمليات، خاصة أن بعض المرضى حالتهم ساءت كثيرا من طول الانتظار، وكمسؤول وفد أعاين احتياجات المستشفيات هنا وسوف أحضر الوفد الثاني في شهرين أو ثلاثة أشهر، وأعود مع وفد ثان، وأردت أن أبقى بضعة أيام لأحضر تقريرا دقيقا حول الاحتياجات في غزة، والمكون من 7 أطباء تخصص عظام وأطباء أطفال وأطباء أعصاب والآخرين هم فرنسيين من جمعية أطباء بلا حدود.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات