دق الجنرال محمود قطري، الخبير الأمني، ناقوس خطر تداعيات الحرب التي بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية بمساندة عدد من الدول العربية والغربية، على تنظيم داعش في سوريا والعراق، لما تمثله من خطورة على المنطقة، بهدف إعادة تخطيط الشرق الأوسط، بحيث تكون إسرائيل الدولة القوية والمستقرة في المنطقة، وحذر من مغبة المشاركة العربية في هذه الحرب التي ستنهي بمقتل العديد من المدنيين الأبرياء، ونشوب عداوة بين الأشقاء العرب. أوضح اللواء محمود قطري لـ”الخبر”، أمس، أن دعوة أمريكا لإعلان الحرب على تنظيم داعش في العراق والشام، راجع لتخوفها من خوض حرب حقيقية جديدة، وأنها تبحث عن وكلاء لها في الحرب، وهو ما يؤكد إصرارها على عدم التدخل البري، والاكتفاء بتوجيه الضربات الجوية، وأضاف “أمريكا تبحث عن محاربين بالوكالة في هذه الحرب، تقدم لهم الدعم المالي وتزودهم بالأسلحة، ليحاربوا بالنيابة عنها، لأن الشعب والناخب الأمريكي سئم من ذلك، خاصة بعد الحرب في أفغانستان التي كلفت الاقتصاد الأمريكي تكلفة باهظة، وقد تعهدت الإدارة الأمريكية في السابق بسحب قواتها من العراق وأفغانستان، لكن لم يحسم الأمر بعد، ومازالت بعض القوات موجودة في هاتين الدولتين”، وأردف “من المعروف أن أمريكا مسؤولة بتصرفاتها الغبية عن صنع هذا التنظيم، من أجل حبيبتها إسرائيل لتصنع الشرق الأوسط البديل، بحيث تكون إسرائيل الدولة القوية والمستقرة في المنطقة، دون وجود لداعش على الخريطة الجديدة، وبالتالي خرج خارج السياق، وظهر الأكراد على الساحة كلاعبين رئيسيين ومدججين بالسلاح، حتى يكون لهم نصيب في المؤامرة التي تحيكها أمريكا، وعليه أحذر من هذا التقسيم والمؤامرة، ففي الوقت الذي يسير فيه الاتحاد الأوروبي نحو الاتحاد، نسير نحن نحو التفكك”.ويرى الخبير الأمني أن إعلان أمريكا الحرب على تنظيم داعش، استكمال لتنفيذ مخطط تقسيم الدول العربية، كما حصل في السودان، واستغلت وجود داعش الذي يعتمد على فكر متخلف ونموذج لم يكن قائما في الفكر الإسلامي، والذي يعد خطرا على الأمن القومي العربي، وأكثر خطورة على الأمن القومي الأمريكي والإسرائيلي، وكان من الأجدر أن يحارب السوريون في سوريا والعراقيون في العراق، بدلا من المشاركة في تقسيم هاتين الدولتين، وأستغرب ترحيب المعارضة السورية بهذه الحرب، بالرغم من أنه بداخلها فكر سياسي إسلامي، وقد باتت المنطقة مثل لوحة شطرنج، وأمريكا اللاعب الرئيسي في اللوحة، يقول محدثنا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات