اتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر وروسيا، واستمرار تعزيز التعاون العسكري بين البلدي في ظل الظروف الراهنة، وتكثيف الجهود لمواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى دفع التعاون الاقتصادي والتجاري، والتعاون في مجال تخزين الحبوب.وقال الرئيس المصري، خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بقصر القبة في القاهرة، إن زيارة الرئيس الروسي تؤكد تضامن روسيا مع مصر في حربها ضد الإرهاب. وهو ما أكده الدب الروسي الذي أعلن عن تكثيف الجهود لمواجهة الإرهاب الذي تعيشه مصر، وقال بوتين إن المحادثات التي جمعته بالسيسي أولت الاهتمام الكبير بتسوية الأزمة السورية والتسوية الشرق أوسطية، ووحدة الأراضي الليبية، ورأى أن أهم تعاون هو تقوية التبادلات، كما وجه بوتين الدعوة للسيسي لزيارة موسكو مرة ثانية. واتفق الرئيسان أيضا على التعاون في مجالات الطاقة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بالإضافة إلى إقامة منطقة صناعية روسية شمال عتاقة بمصر، كما تمت مناقشة التحضيرات المصرية الجارية لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، وتطلع مصر للمشاركة الروسية، وهو ما أكد عليه الرئيس الروسي. إلى ذلك، وقع السيسي وبوتين عدة اتفاقيات للتعاون الاقتصادي بين البلدين، وإنشاء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية. وكان السيسي قد خصص حفل استقبال مبهرا لنظيره الروسي، في مشهد غير تقليدي، رسمته مجموعة من الخيول وصوت طلقات المدفعيات، ووصل بوتين إلى القاهرة مساء أول أمس في زيارة استغرقت يومين، في مسعى لتعزيز علاقات التعاون الثنائية بين البلدين، حيث تعد الزيارة الأولى له إلى القاهرة منذ 10 سنوات. وأقام السيسي حفل عشاء على شرف بوتين ببرج القاهرة، وهو ما رآى محللون بأنه خطوة لها دلالات كبيرة ورسالة قوية لأمريكا، حيث إن الاسم الشعبي لبرج القاهرة هو “خازوق روزفلت”، وتعود قصة البرج لأكثر من 61 سنة، حينما كانت تتفاوض مصر مع البنك الدولي للحصول على قرض لبناء السد العالي، ومارست أمريكا وقتها ضغوطات كثيرة على مصر، وطلبت من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر التعامل مع إسرائيل، والتراجع عن دعم المجاهدين في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، لكن عبد الناصر رفض، وحاولت المخابرات الأمريكية رشوته، وأرسلت إليه 6 ملايين دولار بدعوى تكلفة حراسته الشخصية، فأخذ عبد الناصر الأموال من أمريكا وبنى بها برج القاهرة الذي كان مركزا لبث الإذاعات المصرية السرية والعلنية لإفريقيا والشرق الأوسط، ومنها إذاعات موجهة للمجاهدين في الجزائر. ويقول متابعون للشأن المصري إن زيارة بوتين إلى مصر تكتسب اهتماما خاصا على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واعتبروها لكمة جديدة في وجه أمريكا، ورسالة من السيسي تقول لواشنطن إنها لن تسمح لنا بأن تملي عليها أو تتدخل في صناعة سياستها الخارجية، من ناحية، ورسالة أخرى يوجهها الدب الروسي لأمريكا حتى يبين لها أن لديه حلفاء أقوياء في المنطقة، وأوضح محللون تحدثت “الخبر” إليهم أن التفاهمات والاتفاقات التي تم توقيعها بين الجانبين الروسي والمصري تقوم على أساس المصلحة، حيث استعان السيسي ببوتين لمواجهة أوباما، لكنهم أكدوا في نفس الوقت أن التقارب بين القاهرة وموسكو لن يكون بديلا عن أمريكا، وإنما يندرج في إطار تنويع الشركاء.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات