الغموض ما زال يحيط بحادثة تحطّم الطائرة الجزائرية

+ -

قال رئيس لجنة التحقيق المالية الرسمية حول تحطّم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، في يوليو/ تمّوز الماضي، "فالي سيسي"، أّنّه لا يمكن، في هذه المرحلة من التحقيق، تبنّي الفرضية الإرهابية، ولا أطروحة سوء الأحوال الجوية، أو الخلل الفني، ولا حتى نقص كفاءة الطاقم، فيما يتعلّق بأسباب سقوط الطائرة ومصرع جميع ركابها إضافة إلى أفراد طاقمها الستة.  وأضاف "سيسي"، متحدّثا من مقرّ "الوكالة الوطنية للطيران المدني" بالعاصمة باماكو، أنّ "العناصر المتوفرة اليوم لدينا تستبعد فرضية استهداف الطائرة من قبل إرهابيين، بما أنّها تمكّنت من بلوغ الأرض، ولم تنفجر في الفضاء".  وإضافة لذلك، تتوفّر الطائرة التابعة لشركة "سويفت آر" الإسبانية، والمستأجرة من الخطوط الجوية الجزائرية، على المعايير الدولية للطيران، وذلك وفقا للوثائق المعروضة على أنظار أعضاء لجنة التحقيق، في انتظار أن يتم التحقّق، في وقت لاحق، من هذه المعطيات لدى الشركة المصنّعة للطائرة، بحسب المصدر نفسه.  ولفت "سيسي"، بهذا الخصوص، إلى أنّ "الطائرة تستجيب للمعايير الدولية، وقد تمّت صيانتها بالطرق المطلوبة والمتعارف عليها دوليا، كما أنّ شهادات صلاحية طيرانها محيّنة. الطائرة أوروبية، ولا يمكننا التشكيك في وثائقها، غير أننا لا نتبنّى في الآن نفسه أيّ نتيجة حاليا، وسنواصل تحرّياتنا في الموضوع".  وكان بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، يوم تحطّم الطائرة التي كان حوالي نصف ضحاياها من الفرنسيين، أشار إلى أنّ سوء الأحوال الجوية قد يكون سبب الحادث الذي وقع شمال شرقي مالي، لافتا – مع ذلك - إلى أنه "من المبكرّ للغاية استخلاص النتائج".  لكن، وبحسب أولى النتائج التي توصّلت إليها لجنة التحقيق المالية بهذا الشأن، قال "سيسي" إنّ "الأحوال الجوية ليست هي سبب تحطم الطائرة، لأنه لم يتمّ تسجيل اضطرابات مناخية كبرى بحسب المعطيات المتوفّرة لدينا"، لافتا إلى أنّه وقع فصل التحكّم الآلي في مرحلة ما، وهذا لا يحدث إلاّ بإرادة الطيّار أو حين يقرّر جهاز الطائرة أن ظروف التشغيل الآلي لم تعد متوافرة، وأنّه ينبغي على الطيار استعادة قيادته للطائرة".  وخلص رئيس لجنة التحقيق الرسمية في حادثة تحطم الطائرة الجزائرية إلى أنّ "عملية فصل التحكّم الآلي حدثت لأسباب أخرى لا تتعلّق بالمعطيات المناخية، من ذلك سرعة المحرّك أو موقع الطائرة"، دون أن يتطرّق في هذا السياق إلى مسؤولية الطيّار.  وفي السياق ذاته، نفى "سيسي" ما راج حول "حالة التعب" التي كان عليها طاقم الطائرة الجزائرية، والتي غذّتها العديد من "الشائعات" بهذا الخصوص، قائلا "طاقم الطائرة كان في وضع طبيعي (مقارنة بحالة التعب المقبولة علميا)، ولقد عمل أفراده معا، وقاموا بعدّة رحلات جوية سابقة، ما يعني أنّه كان طاقما على قدر من الوعي والهدوء".  وانطلاقا ممّا توفّر لدى اللجنة التي يرأسها من معطيات، شدّد "سيسي" على أنّ حادثة سقوط الطائرة "لا تعود، على الأقل، في هذه المرحلة من التحقيق، إلى استهدافها من قبل ارهابيين، أو إلى خلل فني، أو إلى اضطرابات مناخية ولا حتى لنقص في كفاءة طاقمها"، مؤكّدا على أنّ التحقيق الفني في الحادث سيتواصل إلى الغاية الكشف عن ملابساته.  وعرضت اللجنة المالية للتحقيق في حادث تحطّم الطائرة الجزائرية، السبت 20 سبتمبر/ أيلول، أولى النتائج التي توصّلت إليها، على أنظار الحكومة المالية في باماكو.  وتحطمت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، التي كانت تقل 116 شخصا من جنسيات مختلفة، الخميس 24 يوليو/ تموز، على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو، ولقي جميع ركابها حتفهم. ولم تصل الطائرة المتوجّهة نحو الجزائر العاصمة إلى وجهتها، حيث عثرت السلطات المالية، في اليوم نفسه، على حطامها، بعد اختفائها لساعات من شاشات الرادار.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات