38serv
بالرغم من مساعي الجزائر والأمم المتحدة لجمع فرقاء الأزمة الليبية حول طاولة الحوار، لإنهاء حالة الاحتراب، إلا أن لغة الرصاص مازالت سائدة بين مختلف أمراء الحرب في ليبيا، حيث وقعت اشتباكات أول أمس بين مقاتلي مجلس شورى بنغازي وقوات 21 صاعقة الموالية للجنرال حفتر، كما قامت طائرات حفتر الحربية بقصف معسكر لكتيبة شهداء 17 فبراير وقصف ميناء بنغازي، في محاولة لمنع السفن التجارية من تفريغ شحناتها في الميناء. وهاجمت كتيبة شهداء 17 فبراير التابعة لقيادة أركان الجيش الليبي جناح جاد الله، في الساعات الأولى من يوم أمس، قوات الصاعقة الموالية للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، غربي مدينة بنغازي، وتلقت كتيبة 17 فبراير دعما من مقاتلي أنصار الشريعة، التي دعت فرنسا، أول أمس، الأمم المتحدة إلى وضعها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وردت قوات حفتر بقصف جوي لمعسكر لقوات كتيبة شهداء 17 فبراير في مدينة بنغازي. ولم تتمكن قوات مجلس شوى ثوار بنغازي من السيطرة على المطار والقاعدة الجوية في بنينا، بعد قتال شرس مع قوات حفتر، التي تضم بالأخص قوات الصاعقة والشرطة ومليشيات إقليم برقة الانفصالي، وقوات الدفاع الجوي بقيادة صقر الجروشي، حيث تمكنت قوات حفتر من تثبيت المعارك ووقف تقدم قوات مجلس شورى بنغازي، مستغلين تفوقهم الجوي على خصومهم. وفي مدينة البيضاء (شرقي بنغازي) أكد مصدر عسكري بالقوات الخاصة “الصاعقة”، أن عدد ضحايا الانفجار الذي وقع، أمس الأول، داخل مُعسكر “بوصفية” للذخيرة الواقع جنوب البيضاء، وصل إلى 12 قتيلاً، 9 منهم عسكريون، لكنه أوضح أن الانفجار لم يكُن بفعل فاعل. وفي غرب ليبيا، ذكرت مصادر إعلامية محلية أن قائد أركان الجيش الليبي، عبد الرزاق الناظوري، المحسوب على الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، تمكن من الوصول أمس إلى مدينة الزنتان في جنوب غرب طرابلس قادما من شرق ليبيا، واتجه مباشرة إلى قاعدة عمليات الجيش الليبي في المنطقة الغربية. وتحدثت عدة مصادر إعلامية عن حشد القوات الموالية للجنرال حفتر مقاتليها للقيام بهجوم معاكس للسيطرة على العاصمة طرابلس، بعدما تلقت هزيمتين قاسيتين في طرابلس وورشفانة، وتضم هذه القوات كتائب القعقاع والصواعق والمدني المحسوبة جميعها على الزنتان، بالإضافة إلى ما يسمى “جيش القبائل”، والذي تشكل بعد اجتماع نحو 2000 شيخ قبيلة في غرب ليبيا، وقرروا التحالف مع كتائب الزنتان ضد قوات فجر ليبيا، لكنهم انهزموا في معركة ورشفانة أمام تحالف ضم كتائب مصراتة وطرابلس وكتائب غرب ليبيا والكتائب الأمازيغية في جبل نفوسة، مدعومة بقوات درع ليبيا، المنطقتين الغربية والوسطى والموالية لقائد الأركان جاد الله عبد السلام (الذي عزله مجلس النواب وثبته المؤتمر الوطني). وعلى صعيد آخر، قال عادل الغرياني، مدير القسم السياسي بغرفة عمليات ثوار ليبيا (تجمع لكتائب الثوار)، إنه تم العثور مساء أول أمس على مقبرة جماعية بمنطقة العزيزية، جنوبي العاصمة طرابلس، مضيفا أن عمليات التمشيط التي يقوم بها الثوار للمنطقة بعد السيطرة عليها، أظهرت حتى الآن عن وجود ما يزيد عن 20 جثة يعتقد أنها لمدنيين. وفي سياق ذي صلة، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على أن “الحوار السياسي الشامل ينبغي أن يشمل أيضاً الأطراف الموجودة في طبرق، مصراتة، طرابلس، بنغازي وغيرها”، في الوقت الذي رفضت أطراف سياسية، محسوبة على مجلس النواب، فكرة التفاوض مع من تصفهم “بالميليشيات”. اقتصاديا، عاد قطاع النفط في ليبيا إلى الانتعاش، حيث عرف أعلى مستويات إنتاج له منذ أشهر، فقد ارتفع إلى 925 ألف برميل يوميًا، بعد عودة مرسى الحريقة النفطي للإنتاج. جدير بالذكر أن إنتاج ليبيا من النفط قبل 2011 بلغ نحو 1.5 مليون برميل يوميا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات