قال الوزير الأول البريطاني، ديفيد كامرون، إن “المهمة لن تدوم أشهرا، بل سنوات، وأعتقد أنه يجب علينا تحضير أنفسنا للمشاركة”، في مداخلة أمس أمام النواب في جلسة طارئة لمجلس العموم، لإقناعهم بدخول الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على “داعش”. وأضاف: “أعتقد أنه يجب علينا فعل المزيد في سوريا”، موضحا “عدم نشر قوات برية تحتل العراق”. لكنه كشف أن قرار الحرب “شرعي”، كونه جاء بناء على طلب الحكومة العراقية.ويضم هكذا كامرون صوته للرئيس أوباما الذي قال، منذ أيام، إن الحرب على “داعش” سوف “تدوم”. ويُعتبر القرار تحولا في السياسة البريطانية، وقد قلصت منذ سنتين ميزانية الدفاع إلى أدنى مستوى، بسبب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالمعسكر الغربي منذ 2008. وتبين ذلك في حرب الناتو على ليبيا، أن المشاركة البريطانية كانت محتشمة جدا، مقارنة بالاندفاع الفرنسي والأمريكي الذي تراجع بعد أسبوعين فقط من بداية القصف على قوات القذافي. غير أنه، من زاوية “الشرعية” التي يتحدث عنها كامرون، بطلب الحكومة العراقية ليس كافيا، فماذا نقول عن سوريا التي لم تستشر في قرار القصف داخل ترابها، وفقا للناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر سباكي، التي قالت: “لم نستشر ولم نُعلم ولم نطلب الموافقة من دمشق”.من جهته، قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حامد آل ثاني، إن الهدف على المدى البعيد هو مهاجمة نظام الرئيس بشار الأسد، لأن “السبب الأساسي لكل ما يحدث هو النظام في سوريا، فهذا النظام يجب معاقبته”. لكنه رفض في نفس الوقت “وضع كل المجموعات الإسلامية في السلة ذاتها” تحت عنوان “الإرهاب”، يقصد على وجه التحديد الإخوان المسلمين وحماس. هذا وتواصل قصف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها العرب، كما نقلت الوكالات أمس، على منشآت تكرير النفط في دير الزور في شرق سوريا. وقيل إن “داعش” لم تجرؤ على ضخ البترول خوفا من “القصف العنيف”. كما قصف الحلفاء مناطق في الشمال الشرقي لسوريا دون تحديد نوعية الأهداف. وأحصى مرصد حقوق الإنسان السوري مقتل 140 جهادي و13 مدنيا منذ بداية القصف على سوريا. فيما خرج متظاهرون في حلب ومدن عدنان وتل رفعت وحريتان وقرى السحارة، تنديدا بقتل المدنيين في الغارات الجوية الغربية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات