مجاهدون يكيفونها استفزازا بالموازاة مع ذكرى 17 أكتوبر

38serv

+ -

تثير زيارة القاضي الفرنسي، المقررة يومي 12 و13 أكتوبر الجاري، إلى كنيسة عذراء الأطلس بتيبحيرين، أعالي شمال مدينة المدية، الكثير من الحيرة والامتعاض وسط العديد من مجاهدي ثورة التحرير بالمنطقة.

سبب هذه الأخيرة ليس لأن الزيارة تبقى تحصيل حاصل، باجترار التحقيقات والشهادات التي تكررت خلال 18 سنة عن اغتيال رهبان تيبحيرين السبعة منذ الإعلان عنه في بيان للجيا يوم 21 ماي 1996، وإنما لأن تاريخها يأتي قبيل استعادة الذاكرة الجماعية للجزائريين لإحدى أبشع مجازر فرنسا الاستعمارية في حق الآلاف من جزائريي المهجر على يد الشرطة الفرنسية في يوم الهجرة الموافق ليوم 17 أكتوبر 1961. “الأكيد أن كل الجزائريين الأحرار خاصة أبناء المدية لا زالوا يجترون بكل ألم صدمة اغتيال رهبان تيبحيرين الذين قاسموهم اليسير قبل العسير، ولن ينسوا جميل معايشتهم وأعمالهم الخيرية والإنسانية التي لا ينكرها إلا جاحد، وأكيد أيضا أن الصدمة كانت أوقع على سكان المنطقة أكثر حتى من الفرنسيين أنفسهم، لكن أبناء الأسرة الثورية في الجزائر، يمقتون بشدة التسييس المبالغ فيه لهذه الجريمة، لأنه يدفع نحو الانطباع بأنه ليست هناك مساواة أخلاقية وإنسانية وحتى عقائدية بين “ضحايانا” وضحاياهم، رغم أن ضحايا شرطتهم من جزائريي المهجر كانت أبشع بكثير بالعودة إلى القانون الجنائي”، يقول مجاهد من المدية.  زيارة القاضي المتخصص في تحقيقات الجرائم الإرهابية، شاءت الظروف أن تأتي في ظرف آخر عسير تبعا للاغتيال البشع وعلى شاكلة اغتيال رهبان تيبحيرين بفصل رأس الضحية عن جسده الذي لم يعثر عليه بعد لسائح فرنسي، ما زاد من حدة تسييس الزيارة، حسبما يفهم من التوجه العام لما نشر في الصحافة الفرنسية ومحاولة الربط بين صور الجريمتين، وحتى إثارة إمكانية مسألة تمديد صلاحية القاضي مارك تريفيديك لفتح تحقيق لاحق في قضية اغتيال السائح هيرفي غوردال. “هل يحق للجزائر أيضا أن تضرب للسلطات الفرنسية بدورها موعدا للسماح لقاض جزائري، بالذهاب إلى موقع جريمة اغتيال مالا يقل عن 200 ضحية من الجزائريين من طرف شرطة موريس بابون، وجرح وإعطاب أزيد من 7000 متظاهر واختفاء 800 آخرين حسب مصادر تاريخية، برميهم في نهر السين وفي مجاري قنوات المياه القذرة، وتوقيف أزيد من 36 ألف من بينهم 22 ألف و600 نقلوا إلى الجزائر لوضعهم في سجون فرنسا الاستعمارية”، يضيف محدثنا الذي فضل عدم ذكر اسمه، لأن ظرف الزيارة يتحدث عن نفسه بوضوح ولا يحتاج، حسبه، للشرح والتنسيب، كما قال، ليبقى التاريخ خير معلم، لكن لن يكون كذلك لأغبى التلاميذ. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: