إقصاء ممارسي العنف في ليبيا من حوار الجزائر

38serv

+ -

أفاد عبد العزيز بن علي شريف، المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأن الجزائر “لن تقصي أي طرف من أطراف الأزمة الليبية من الحوار”، الذي سيجري، حسبه، قبل نهاية أكتوبر الجاري، لكنه لم يستبعد حدوث تأخر في الموعد.وتواجه الجزائر صعوبات كبيرة في إقناع الأطراف التي تنسب نفسها لثورة 17 فبراير، بقبول الجلوس إلى مائدة فيها أشخاص ينتمون للنظام السابق. قال بن علي شريف أمس لصحافيين بمقر الوزارة، بمناسبة “يوم الدبلوماسية الجزائرية” الذي يصادف الثامن من أكتوبر من كل عام، إن الجزائر “تؤدي دور المسهّل في أزمة ليبيا وليس بإمكانها إبعاد أي طرف من الحوار، إلا من أقصى نفسه بنفسه”. مشيرا إلى أن “الذين يمارسون العنف لن يشاركوا في الحوار”، من دون توضيح من يقصد بالضبط.وبخصوص تصريحات محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الإسلامي، بشأن عدم تلقي حزبه دعوة من الجزائر للمشاركة في المبادرة، تحاشى الناطق باسم الخارجية الرد عليه بصفة مباشرة، واكتفى بالقول: “الجزائر لا تقصي إلا من أقصى نفسه”. وأضاف: “وصلتنا طلبات كثيرة من ليبيا للمشاركة في الحوار”، وأكد بأن لقاء من وصفهم بـ«الفاعلين في ليبيا” سيكون في غضون الشهر الجاري، دون تحديد تاريخ. وفي حال اتضح أن الموعد لن يعقد هذا الشهر، فسيؤجل إلى وقت لاحق، حسب المسؤول بوزارة الخارجية، الذي قال إن “التأجيل إن حدث فسيكون لأسباب تقنية مردّها توفير أفضل الشروط لنجاح المسعى”.وذكر شريف أن الجزائر “نجحت في لمّ شمل الأطراف المالية والعمل جار حاليا على لمّ شمل الأطراف الليبية”. وإذا كان المسؤولون بوزارة الخارجية يعتبرون رعاية الجزائر للمفاوضات بين الماليين إنجازا للدبلوماسية الجزائرية، فإن تطورات الملف المالي تبيّن أن حل الأزمة لا يزال بعيد المنال. فممثلو باماكو غادروا طاولة الحوار بعد أسبوع من انطلاقه إيذانا بفشل المسعى، أما قادة الحركات المالية المسلحة فلازالوا مقيمين بفندق الأوراسي على نفقة الدولة.وقد تفادى وزير الخارجية رمضان لعمامرة في لقاء مقتضب مع صحافيين، الحديث في موضوع الحوار الليبي. وسألته “الخبر” إن كان الاجتماع سيتم في أكتوبر كما تعهدت الجزائر بذلك من قبل، فقال: “علاج الأزمة في ليبيا مسار طويل وشاق، لذا ينبغي التحلي بالصبر”.وكان محمد صوان اتهم الجزائر بإقصاء حزبه من مسعى جمع الفرقاء، وأظهر اعتراضا شديدا على دعوة أشخاص محسوبين على نظام العقيد القذافي سابقا، منهم ابن عمه أحمد قذاف الدم. وصرّح صوان لـ«الخبر”، أنه “يبارك جهود الجزائر الرامية إلى رأب الصدع في ليبيا، خصوصا أنها تحرص على إبعاد الأجانب عن التدخل في شؤون ليبيا. ولكننا نعتقد أن دعوة من كانوا في الدائرة الأولى للعقيد القذافي إلى الحوار لن تخدم المسعى الجزائري ولن تحلّ الأزمة”. ورّد أنصار القذافي بحدة على هذا الموقف، وقللوا من شأن معارضيهم عدديا.وقد دعي للمشاركة في “يوم الدبلوماسية الجزائرية”، الدبلوماسي الكبير لخضر ابراهيمي الذي قال في كلمة أنه “سعيد لأن الجزائر تملك هامش مشاركة أساسية وكبيرة، لمحاولة مساعدة الماليين على حل مشاكلهم، فهؤلاء جيراننا وإخواننا”. وأوضح بأن “انتماء الجزائر الطبيعي والأساسي هو المغرب العربي ثم العالم العربي ثم إفريقيا فمنطقة المتوسط”. وقال إنه يصاب بتوتر شديد عندما يشار إلى أن إفريقيا محصورة في المنطقة الصحراوية منها فقط دون شمال القارة، “فنحن أفارقة مثل أي دولة إفريقية أخرى”.                   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: