38serv
عرفتُ الشّيخ محمّد الأكحل شرفاء سنة 1952 بالزيتونة في تونس يوم كنّا طلبة هناك، ثمّ التقينا بعد الاستقلال في نادي الترقي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بساحة الشهداء، فكنّا نتناوب على إلقاء الدروس لعدّة سنوات.كنتُ والشّيخ شرفاء من أعضاء جمعية القيم الإسلامية مع الشّيخ أحمد سحنون والشّيخ عبد اللّطيف والشّيخ التجاني، كما كنّا نتشارك في إلقاء الدروس والمحاضرات بمسجد بأعالي حسين داي، إلى جانب ملتقيات الفكر الإسلامي، وصاحبته عدّة مرّات إلى الديار المقدّسة في مواسم الحجّ في عهد الشّيخ شيبان لمّا كان وزيرًا للشؤون الدّينية، إلى جانب مرافقتي له لإلقاء الدّروس الدّينية في التلفزة الوطنية، إذ كان الشّيخ وفيًا لأصدقائه ومبادئه، وكنّا نتزاور ونتبادل الأفكار ونتشاور في قضايا وطنية وإسلامية.وكان رحمه الله يحبّ الأناقة ويتعالى عن الدنايا، ولا يخالط كل من هب ودب وإنّما يختار العارفين والصّادقين، كان رجلاً يحبّ العمل والفعل أكثر من القول، كما كان يتفانى في توجيه الشّباب والأمّة إلى الإسلام وفضائل الإسلام.فالرّجل كان صادقًا ومخلصًا، نظيف القلب واللّباس، وكان من القلّة في الجزائر ممّن يعمل في الظلّ أكثر ممّن يعمل في الظاهر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات