تربّى الأستاذ المرحوم على نهج الإصلاح الّذي كان يقوم به الشّيخ عبد الحميد بن باديس ومن معه من المصلحين العلماء، وتأثّر بالشّيخ ابن باديس، وانطلق في مسيرة من الإطار الثلاثي ”الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا”. وكان ينشط طوال حياته الشّيخ الأكحل شرفاء ويظهر ذلك جليًّا في عدد المعلّمين والمرشدين والمصلحين الّذين تخرّجوا على يديه، حيث بدأ بهذا النّشاط الإصلاحي بمدينته ”بني ورتيلان” من سنة 1940 وإلى غاية بداية الثّورة التّحريرية، فكان يقدّم الدّروس الدّينية في عدّة مساجد، وبعد الاستقلال دخل في سلك التّعليم وتنقّل لعدّة ثانويات، كما كان يقدّم في نفس الوقت محاضرات في نادي الترقّي في العاصمة، إلى جانب الدّروس على التلفزة الوطنية وأحاديث عدّة في مختلف الجمعيات، فكان وقته رحمه الله بين الدّروس في الثانويات وبين المحاضرات في الجمعيات وأماكن أخرى. كما كان يشارك في الدّروس الحسنية بالمملكة المغربية، وكذلك إلقاء الدّروس في الحرمين الشّريفين خلال موسم الحجّ، وكان في أغلب الأحيان يرأس بعثة الحجّ الجزائرية. وكان اليد اليمنى للشّيخ عبد الرّحمن شيبان رحمهما الله، ثمّ بعد وفاته تولّى الرئاسة الشّرفية لجمعية العلماء. كما عرفت معيشته عليه بالبساطة وشغف العيش، وتزوّج مرّتين، وله من البنات والأبناء خير الذّرية. وممّا شغله طيلة مسيرته التّعليمية والدّعوية الصّراع الموجود في الجزائر حول الهوية الوطنية، وبعد 60 سنة من الاستقلال لم نستطع تثبيت اللغة العربية لأنّه كان من دعاة اللّغة العربية، كما شغله أيضًا الأزمة الّتي عصفت بالجزائر في التسعينيات، وأسفه رحمه الله من سوء فهم النّاس للإسلام، وأنّ مبادئ الإسلام لا تزال غير مفهومة وغير مطبّقة في المحيط العائلي وحتّى الرسمي. بينما كان حديثي معه في أيّامه الأخيرة حول ما يحدث في المشرق العربي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات