كشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات الجزائرية المختصة مع الديبلوماسيين الجزائريين الذين كانا مختطفين في مالي تم تحريرها في في 30 آوت الماضي ، عن تورط الحكومة الفرنسية والحكومة القطرية في دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية في مالي ، وهذا بحسب مصدر مطلع مقرب من الديبلوماسية الجزائرية . وقال المصدر ، الذي طلب عدم ذكر إسمه ، لموقع الحياة الجزائري، أن التحقيقات التي أجريت مع قدور ميلودي ، ومراد قسيس ، كشفت تورط فرنسا وقطر في تقديم الفدية للإرهابين ، مؤكدين بذلك شكوكا سابقة حول تورط الحكومة الفرنسية في تقديم الفدية للمجموعات الإرهابية التي تختطف رعايا فرنسيين ، عبر العالم . وحسب هذه التحقيقات ، قدمت فرنسا مبالغ مالية ضخمة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ، الناشطة في مالي ، مقابل إطلاق سراح 7 رهائن فرنسيين عاملين بشركة " أريفا " اختطفهم هذا التنظيم في سبتمبر 2010 ، في منطقة أليت في النيجر، ثم نقلهم إلى مالي لاحقا . وحسب معلومات " الحياة " ، قدمت الحكومة الفرنسية 40 مليون دولار إلى تنظيم القاعدة ، مقابل إطلاق سراحهم ، وقال الديبلوماسيان الجزائريان ، أن أمير المجموعة التي خطفتهم ،عبد الرحمان ولد عامر الشهير باسم " أحمد التيليمسي " أكد لهم بطريقة مباشرة تقديم الحكومة الفرنسية مبلغا كبيرا يقدر ب 40 مليون دولار ، للقاعدة ، مقابل إطلاق سراح الرعايا الفرنسين . وكان تقارير إعلامية فرنسية كشفت العام الماضي حصول القاعدة على فدية من الحكومة الفرنمسية مقابل إطلاق سراح الرعايا الفرنسيين ، وهم 4 فرنسيين وثلاث أفارقة يعملون لدى شركة أريفا للتكنولوجيا النووية ، غير أن هذه التقارير نقلت معلومات متضاربة عن قيمة الفدية ، وهي تتراوزح بين 10 و20 مليون أورو ( 25 و30 مليون دولا ) حسب هذه التقارير . وحسب التحقيقات السالفة الذكر كشف االتيليمسي ، للرهينتين قدورميلودي ومراد قسيس ،عن تقديم الحكومة الفرنسية للفدية ، للضغط عليهما وتقديم الحكومة الجزائرية في صورة الحكومة التي تتخلى عنهما . وحسب هذه التحقيقات ، كف التيليمسي أن الحكومة القطرية أعربت عن استعدادها لتقديم المبلغ الذي طلبه الإرهابيون ، بدلا من الحكومة الجزائرية ، لكن الجزائر العرض القطري ، وأصرت على عدم تقديم أي فدية احتراما لمبادئها ، ولعقيدتها الديبلوماسية ، واحتراما لمبادئ القانون الدولي ، حسب قول المصدر الشالف الذكر . ولم يكشف التيليمسي ، للرهينتين المبلغ الذي اقترحت قطر تقديمه لتنظيم التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا الذي اختطف الرهائن الجزائريين في غاو ، لكنه كشف عن استعداد قطر لتحمل المبلغ ورفض الحكومة الجزائر هذا العرض . وكان التنظيم المسلح " التوحيد والجهاد في غرب افريقيا ، اختطف 7 رهائن جزائيين من غاو شمال مالي في 6أفريل 2012 ، ثم أطلق سراح 3 منهم ، في جويلية 2012 ،واغتال اغتال الطاهر تواتي ، في حين توفي القنصل العام في غاو بوعلام سياس متأثرا بمرض مزمن كان يعاني منه منذ سنوات خلت . وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، اتهم بطريقة مباشرةو الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتقديم الفدية للإرهابيين والمشاهمة في تمويلهم ، بناء على تحقيقات أجهزة المخابرات الأمريكية . وقد أجرت السلطات لجزائرية تحقيقات موسعة مع كل من مراد قسيس وميلودي قدور ، وكشف هؤلاء عن كل التفاصيل المتعلقة باختطافهم والظروف التي اختطفوا فيها ن ومعاناتهم خلال فترة الإختطاف في مالي .
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات