عرضت مؤخرا التعاونية الثقافية لمسرح سطيف عملا مسرحيا جديدا عنوانه “المرهوج” الذي جاء في شكل مجموعة إسقاطات تعالج أمراض الوطن، وتسلط الضوء على إحساس المواطن في بعض الحالات بالغربة داخل وطنه.حينما يختفي الأمل وعندما تموت الأحلام ستحس بالغربة داخل الوطن، من هنا انطلق العمل المسرحي الجديد الذي مثله على خشبة دار الثقافة هواري بومدين بسطيف الثنائي عبد المالك بوساهل وهاني مصمودي، حيث تقمص الأول شخصية حارس حديقة ممنوع فيها دخول الكلاب، وتقمص الثاني شخصية مدرب كلاب أصبح مرافقا لكلب سعادة السفير، وعندما يرغب الكلب في دخول الحديقة ويحاول الحارس منعه تبدأ حبكة المسرحية التي جاءت في شكل مجموعة كبيرة من الإسقاطات في قالب هزلي أحيانا ومؤثر أحيانا أخرى، إذ عالج الثنائي أمراضا وأسقاما يعاني منها جسد المجتمع العربي عموما، على غرار الشعور بالإهانة أمام الأجانب، التزوير في الانتخابات، نمط الحياة وغيرها من الحالات التي ضاق بها المواطن ذرعا، والتي غالبا ما كانت تشكل علامات استفهام كبيرة في ذهنه، على غرار التساؤل حول اختفاء الأمل وموت الحلم والتساؤل حول سبب نهش الكلاب والذئاب لجسد الأمة، والتساؤل حول غياب الحق وتواري العدل، فالمأساة حسب المخرج ليست موتا من أجل الوطن، بل هي الحياة موتى داخل هذا الوطن.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات