قال رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة إن بلاده اعتقلت منذ بداية العام الحالي حوالى 1500 جهادي، مشيراً إلى استعداد حكومته للتصدي للمقاتلين العائدين من سورية ضمن حملة تهدف لإنجاح الانتقال الديموقراطي في تونس مهد انتفاضات "الربيع العربي" مع استعدادها لإجراء ثاني انتخابات حرة. وتخشى السلطات التونسية -التي شددت حملتها على الجهاديين منذ تعيين جمعة هذا العام- من أي تهديد قد يشكله المتشددون الإسلاميون على التحول الديموقراطي الهش في البلاد. وقال جمعة في مقابلة حصرية مع "رويترز" أجريت الجمعة بمكتبه بالقصبة: "منذ بداية العام الحالي اعتقلنا حوالى 1500 من المشتبه فيهم بالإرهاب وسيمثلون أمام القضاء في الأشهر المقبلة، من بينهم حوالى 500 سيمثلون أمام القضاء هذا الشهر". وأضاف أن "عدد المقاتلين التونسيين في سورية يصل إلى حوالى ثلاثة آلاف مقاتل، بينما عاد مئات منهم إلى تونس واعتقل بعضهم وتتم ملاحقة آخرين".ورداً على سؤال إن كان هؤلاء يمثلون نواة لتركيز تنظيم "الدولة الإسلامية"، قال رئيس الوزراء التونسي: "نعم .. فعلاً ممكن أن يكونوا نواة لها، ونحن واعون خطورة هذه المسألة، وهذا مشكل نتقاسمه مع دول عدة". وتتحسب تونس لأي هجمات من جماعات متشددة، بينما يستعد ملايين التونسيين للتوجه إلى مكاتب الاقتراع لإجراء انتخابات برلمانية هذا الشهر وأخرى رئاسية الشهر المقبل، في آخر خطوات الانتقال الديموقراطي بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانتفاضة التي أطاحت بزين العابدين بن علي.وستجرى الانتخابات البرلمانية في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي. وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن حزب "النهضة" الإسلامي ومنافسه العلماني "نداء تونس" يتمتعان بحظوظ وافرة للفوز بهذه الانتخابات.وقال جمعة إن حكومته "أعدت خططاً للتصدي لأي محاولات محتملة من الجهاديين تهدف لإفشال آخر مراحل الانتقال الديموقراطي في تونس عبر استهداف الانتخابات المقبلة".وأضاف: "عززنا حضورنا الأمني، خصوصاً على الحدود مع الجزائر وليبيا، وعشرات الآلاف من الجنود والشرطة سيؤمنون الانتخابات".وتابع: "على رغم كل التهديدات الجدية، فإن الانتخابات ستنجح، وستجرى في مناخ من الأمن، ونحن انتهينا من وضع خطط أمنية عاجلة لمواجهة أي طوارئ"، مشيراً إلى أن "تونس أحكمت الحصار على هذه المجموعات المتحصنة بالجبال والتي تنسق مع إرهابيين في ليبيا"، التي وصفها بأنها "مصدر السلاح الرئيسي للجهاديين".وقال إن "عدد هذه المجموعات من أنصار الشريعة في الجبال، والتي لها صلات بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لا تتجاوز بضعة عشرات". وتشعر تونس والجزائر ومصر بالقلق من تنامي وجود الجماعات الإسلامية المتشددة التي تستفيد من الاضطرابات في ليبيا.لكن جمعة قال إن بلاده تتبادل مع الجزائر معلومات بشكل يومي لتعقب هذه الجماعات، مضيفاً أن "تونس حصلت على معدات عسكرية من حلفائها، من بينها الولايات المتحدة وألمانيا".
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات