“الجزائر تلعب دور المسّهل فقط بين الفرقاء الليبيين”

+ -

أعطى وزير الخارجية رمطان لعمامرة توضيحات جديدة ومختلفة بشأن رعاية الجزائر للحوار بين الفرقاء الليبيين، مخالفا لما صرح به في خرجاته الإعلامية ضمن المناسبات الوطنية والدولية، حيث قال الوزير: “الجزائر في الأزمة الليبية لن يتجاوز دورها “المسّهل” فقط بين الفرقاء للاستماع إليهم ثم تقريب وجهات النظر بينهم، ومن الأفضل أن يتم الحوار على أرضهم”. امتنع وزير الخارجية، أمس، عن الرد على سؤال “الخبر” بشأن إعطاء تاريخ محدّد ولو مبدئيا عن إرسال الدعوات إلى الفرقاء الليبيين وعن موعد احتضان الحوار في الجزائر، وأوضح: “المهم بالنسبة لنا أن النقاش حول تدخل أجنبي في ليبيا تم تجاوزه، وأصبح الآن الخطاب مركّزا على الحوار، وهذا يعد مكسبا واعترافا بأن التوافق ليبيا ودوليا حول حتمية مؤسسات ديمقراطية والأزمة تتجه نحو الطريق الصحيح”. وذكر الوزير خلال ندوة صحفية نشطها بمعية نظيره الأرجنتيني بمقر وزارة الخارجية في العاصمة، بأن “دور الجزائر يعتبر “مسهلا” لإطلاق حوار بين الفرقاء الليبيين، لكي يتوصلوا إلى قرارات حاسمة لبناء توافق ليبي - ليبي، مع ضرورة التأكيد على أنه لا حلول في غياب أو استثناء الليبيين منها”.وتحجّج لعمامرة بتهربه من تحديد تاريخ مبدئي لرعاية الجزائر للحوار الليبي، مجيبا على “الخبر”: “تجربتنا في مالي دليل على أننا لا نريد التسرع، فقد قدم الرئيس المالي طلبا برعاية الجزائر للحوار المالي شهر مارس الماضي، وبعد ستة أشهر شرعنا في استدعاء الفرقاء الليبيين، لكن هذا لا يعني أننا سننتظر كل هذه المدة، رغم أن الحالة الليبية أمورها جد معقدة وتتطلب عملا مثابرا. وبما أن دورنا “مسهل”، سنسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، سواء في الجزائر أو حتى في ليبيا، وهو الحل الأفضل بالنسبة لنا”.وفي السياق، تحدث وزير الخارجية عن العلاقة بين الجزائر ومصر بشأن الملف الليبي، قائلا: “نعمل مع القاهرة سويا على كل الجبهات، وكلا البلدين مدعو لتدعيم وتسهيل الحوار بين الأطراف الليبية ضمن مجموعة دول الجزائر (تتولى فيها مصر الجانب السياسي والجزائر الجانب الأمني والعسكري)”، مضيفا “لا وجود لخلافات مع القاهرة، على الأقل بالمعنى الكامل للمفهوم حول الملف الليبي، بل هناك تأييد من طرف البلدين لفكرة الحوار ورفض التدخل الأجنبي”. ويفهم من قول الوزير “لا وجود لخلافات على الأقل بالمعنى الكامل للمفهوم”، أن القاهرة تكون قد احتجت على دعوة الجزائر للفرقاء الليبيين برعاية للحوار بينهم على أراضيها، وتمّ هذا الأمر لدى زيارة رئيس الحكومة الليبي لمصر الأسبوع الفارط، أو لدى لقاء لعمامرة بنظيره المصري، أول أمس، بالقاهرة، بناء على أن مصر لها الأولوية في رعاية الحوار الليبي بحجة ترأسها للجنة السياسية ضمن مجموعة دول الجوار. من جانب مغاير، قال الوزير الأرجنتيني للعلاقات الخارجية والديانة هيكتور ماركوس تيمرمان، إن “الجزائر تعلب دورا مهما على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن “البلدين يتقسمان الطرح نفسه في القضايا الاقتصادية الدولية، وانضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية خطوة مهمة للجزائر، مع العلم بأن لكل دولة الحق في الدفاع عن مصالحها”. وأبرز الوزير الأرجنتيني (تترأس بلاده فوج انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية)، أن “المنظمة لا تريد بانضمام الجزائر ممارسة ضغوطات عليها، بل تريد مساعدتها في تنمية اقتصادها”.من جانبه، أوضح وزير التجارة عمارة بن يونس الذي حضر الندوة الصحفية “إننا على علم بالتوجه السياسي للخبراء الذين يحذرون من انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية، ونحن نرد عليهم بنعم للانضمام، ونؤكد أنه لا علاقة لهذا الانضمام برفع الحكومة يدها عن دعم المنتوجات الوطنية، لأن هذه القضية سيادية، ودخولنا إلى المنظمة سيحقق عنصرين مهمين: الأول إعادة تأهيل الاقتصاد الوطني، وثانيا إضفاء شفافية على المعاملات التجارية العالمية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات